تعتبر البازلاء العشبية من أكثر النباتات التي تضمن على كمية كبيرة من البروتين، وحتى الآن يتم زرعها في بعض أكثر المناطق جفافاً ووعرة في العالم، إلا أنها تحتوي أيضًا على مادة سامة يمكن أن تؤدي أحيانًا إلى شلل دائم لا يمكن علاجه، لاسيما عند الأشخاص الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية.
سم عصبي خطير
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "غارديان"، فأنه بسبب ذلك، عادًة ما تُزرع البازلاء العشبية فقط كمحصول تأمين لتوفير إمدادات غذائية قصيرة الأجل عندما تفشل المحاصيل الأخرى في الحصاد، لكن بذورها تضمن على سم عصبي يؤدي إلى الإصابة بـ "اللثريات"، وهو مرض تنكس عصبي.
إلا أن التسمم من البازلاء العشبية لا زال يحدث في بنغلاديش والهند وباكستان ونيبال وإثيوبيا والجزائر.
نسخ خالية من السموم
وأوضحت "الصحيفة"، إن مجموعة من العلماء البريطانيين الذين يدرسون البازلاء اكتشفوا الآن الأسرار الكامنة وراء إنتاج السم، حيث يتوقعون إنشاء نسخ خالية من الآثار الجانبية السامة في المستقبل القريب.
قال العلماء المسؤولون عن المشروع للصحيفة: "قريبًا جدًا، سنستطيع صنع نسخ آمنة من البازلاء العشبية وتزويد كوكبنا الذي يعاني من سوء التغذية وارتفاع درجة الحرارة بمحصول ثمين جدًا".
وبحسب الصحيفة ، تم الكشف عن الخطوات الكيميائية الحيوية الرئيسية التي يتم من خلالها إنتاج سم البازلاء عندما قام العلماء بفك رموز الجينوم المعقد جدًا لعشب البازلاء.
وتوصل العلماء إلى تفاصيل المسارات التي ينتج عنها تكون سم البازلاء، وبسبب هذا الاكتشاف يمكنهم استخدام تقنيات تعديل الجينات أو تقنيات التكاثر القياسية لتطوير وتصنيع نسخ خالية أو منخفضة جدًا من السموم.
ولفتت "الصحيفة"، إلى أن العلماء، يهدفون إلى صنع نسخة من البازلاء العشبية لا تضمن على سموم، ولكن بدون أن تفقد خصائصها أيضا في مقاومة للجفاف.
اقرأ أيضًا:
دور البازلاء في أزمة المناخ
وبمجرد أن تتخلص البازلاء من آثارها السامة، يمكنها أن تلعب دورًا حاسمًا في عالم يعاني من آثار أزمة المناخ، لأنها من المحاصيل التي يمكن أن تكافح الجفاف أو الفيضانات.
وقال العلماء إنه لا ينبغي أن نقلل من إمكانات البازلاء العشبية في جميع أنحاء العالم، لأنها بقوليات، والبكتيريا في جذورها تصنع السماد عن طريق تحويل النيتروجين الموجود في الهواء إلى مركبات الأمونيوم، التي تطلقها في التربة وتحسنها.
كما شدد العلماء، على إنه لا يجب التقليل من إمكانات البازلاء في كافة أنحاء العالم، لأنها من البقوليات، والبكتيريا في جذورها تصنع السماد عن طريق تحويل النيتروجين في الهواء إلى مركبات الأمونيوم، التي تطلقها في التربة وتعمل على تحسينها.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي البازلاء على نظام جذر كبير للغاية يتعمق في الأرض، فإن زراعة البازلاء العشبية من النباتات تلعب دورًا مهمًا في تحسين خصوبة التربة على كوكبنا، حسبما ذكرت الصحيفة.