رسالة مفتوحة إلى الأمناء العامين

بقلم بسام صالح
وانتم تجتمعون اليوم في القاهرة ، لم نعد نتذكر عدد الاجتماعات واللقأت والوساطات التي تمت خلال السنوات المريرة الماضية. ولم نعد نتذكر حتى لماذا تجتمعون. 
رسالتي كمواطن فلسطيني مؤمن بحقه في ارضه وحقه بالنضال والمشاركة في القرار أقول لكم كونوا صريحين مع انفسكم أولا هل فعلا تجتمعون لوضع إستراتيجية حقيقية لمواجهة الاحتلال الصهيوني لارضنا ؟ ام تجتمعون لذر الرماد في عيون شعبكم بانكم امناء على مستقبلة وحقوقه التاريخية والوطنية على هذه الارض التي لم يترك الاحتلال وقطعان المستوطنين المسعورين شبرا الا ومارسوا فيه كافة اشكال العنف والسفالة وتحت حماية قوات الاحتلال وقياداته السياسية سواء الحاكمة او المعارضة ، وتصريحاتهم التي نسفت واحرقت كافة جسور واحتماليات الحل التفاوضي وضاربة بعرض الحائط الاعراف والقوانين والقرارات الدولية. 
ايها "الامناء" لا تداهنوا بعضكم ولا تتجاملوا بينكم ، بل تخانقوا وارفعوا اصواتكم واياديكم واعترفوا بفشلكم الذي أستمر لسنوات صارحوا شعبكم بما تخفيه صدوركم من خوف وانكم تعملون وستعملون بعيدا عن مصالح فصائلكم الضيقة وعن مصالح البعض منكم. قولوا لنا ان الانقلاب والانقسام هو مخطط اجرامي يخدم الاحتلال وبعض القوى الاقليمية المتنفذة وربما الدولية أيضا. فهذا قد يكون بداية لوضع التقاط على الحروف وانهاء الاقسام ، ولتكن الخطوة الاولى ، ان اتفقتم على شىء، ان يتوجه السيد الرئيس ابو مازن من القاهرة فورا الى غزة، ويعقد اجتماع للحكومة هناك. 
أما إستراتيجية مواجهة دولة وحكومة الابارتيد الفاشي فلا تحتاج الكثير من التفكير، الشعوب التي عانت من الاحتلال لم يكن امامها سوى خيار المقاومة والثورة وبكافة الوسائل المتاحة وعلى كافة المستويات الميدانية والسياسية والثقافية والاقتصادية ، وشعبنا يملك كافة هذه الطاقات ، وليس امامكم سوى اعطاء الضؤ الآخر وان لم تفعلوا فان شعبنا سياخذ المبادرة بنفسه كما سبق وان فعل في انطلاقة ثورته المعاصرة والمشهد امامكم في جنين ونابلس وباقي نقاط الاشتباك مع الاحتلال.
ان شعبنا ينتظر منكم ان تكونوا فعلا امناء على قضيته الوطنية رغم معرفتنا ان العديد من الامناء المشاركين لا يمثلون سوى انفسهم وبعضا من تاريخ مضى، ولا نشكك بوطنيتهم ولكن عليهم ان يكونوا إبرة القبان/الميزان بالشكل الصحيح والذي يعني ان عليهم ان يحددوا موقفهم من الانقلاب والانقسام لا ان يقفوا في المنتصف وتحميل المسؤولية بالتساوي بين الطرفين عليكم ان تقولوا ان من قام بالانقلاب هو من يتحمل المسؤولية وعليه التراجع فورا فالانقلاب والانقسام لا يمكن ان يكونا مجالا للمساومة والمقايضة للحصول على مكتسبات حزبية وشخصية وثروات اصبحت تعد بالمليارات. 
السادة "الامناء" أخيرا ألم يكن افضل ان تجتمعوا في البيت الفلسطيني الخيمة التي تجمعنا وهي منظمة التحرير الفلسطينية وتحت رأيتها بدلا من هذه التسمية اجتماع الامناء العاميين للفصائل التي تثبت الانقسام وتبعدنا  عن خيمتنا وبيتنا حتى وان كان بحاجة لاصلاحات وترميمات مختلفة ولكنه يبقى بيتنا وكينونتنا التي دفعنا ثمنها من دماء شهدائنا وجرحانا وزهرة اعمار اسرانا .
لا تريد بيانات ولا خطابلت عصماء تريد منكم قرارات تنفذ ولا تبقى حبرا على ورق. كونوا على قدر المسؤولية وكونوا على مستوى نضالات وتضحيات شعبنا العظيم .

البوابة 24