اضطراب التمارض أو ما يعرف بـ (اضطراب المرض الافتعالي أو الاضطراب المرضي المفتعل) هو اضطراب خطير على الصحة العقلية، حيث يظهر الشخص مريضًا أو ينتج عنه مرض جسدي أو عقلي، ويتسبب الأشخاص المصابون بالاضطراب المفتعل عن عمد في ظهور أعراض المرض بهدف تلقي الرعاية والاهتمام في بيئة طبية، ولا يُقصد من الأعراض الحصول على فوائد عملية، ويُعتقد أن المكاسب ستكون نفسية بشكل أساسي.
أنواع اضطراب التمارض
- اضطراب التمارض المفروض على الذات: يتضمن هذا النوع تزوير العلامات أو الأعراض النفسية أو الجسدية، مثل تقليد السلوك الذي يعد نموذجيًا لمرض عقلي، مثل الفصام، وقد يبدو الشخص مرتبكًا، ويدلي بعبارات سخيفة، ويدعي الهلوسة (ادعاء أشياء غير موجودة، أو سماع أصوات غير موجودة).
- اضطراب التمارض المفروض على شخص آخر: يقوم المصابون بهذا النوع بإنتاج أو تلفيق أعراض المرض لدى الآخرين الموجودين تحت رعايتهم، مثل: الأطفال، وكبار السن، والمعوقون، أو الحيوانات الأليفة، وفي الغالب يحدث عند الأمهات (على الرغم من أنه يمكن أن يحدث عند الآباء) الذين يؤذون أطفالهم عمدًا للحصول على الاهتمام، والتشخيص في هذه الحالة لا يعطى للضحية بل للجاني.
ما مدى شيوع اضطراب التمارض؟
لا توجد إحصاءات موثوقة الآن حول عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التمارض، ويعد الحصول على إحصائيات دقيقة أمرًا صعبًا حيث أن المرضى لا يعترفون عادةً باضطرابهم، ويميل الأشخاص المصابون بالاضطراب أيضًا إلى البحث عن العلاج في الكثير من مرافق الرعاية الصحية المختلفة، مما يؤدي إلى إحصاءات مضللة، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 1٪ من الذين يدخلون المستشفيات يُعتقد أنهم مصابون بالاضطراب، ولكن من المحتمل ألا يتم الإبلاغ عن هذا الأمر.
أسباب اضطراب التمارض
لا يُعرف السبب الدقيق، لكن يرى الباحثون أن العوامل البيولوجية والنفسية تلعب دورًا، وتظهر بعض النظريات أن تاريخًا من سوء المعاملة أو الإهمال كطفل، أو تاريخ من الأمراض المتكررة عند أنفسهم أو أفراد الأسرة التي تتطلب دخول المستشفى، قد تكون عوامل في تطور الاضطراب.
وغالبية المرضى الذين يعانون من اضطراب التمارض لديهم تاريخ من سوء المعاملة، والصدمات، والخلل الأسري، والعزلة الاجتماعية، والأمراض الطبية المزمنة المبكرة أو الخبرة المهنية في الرعاية الصحية (التدريب في التمريض، وأعمال المساعدة الصحية، وما إلى ذلك).
أعراض اضطراب التمارض
الأشخاص المصابون بالاضطراب المفتعل قد يلجأون إلى:
- الكذب وتقليد الأعراض.
- جرح أنفسهم لإحداث الأعراض.
- تغيير الاختبارات التشخيصية (مثل تلويث عينة البول أو العبث بجرح لمنع الالتئام).
- الاستعداد للخضوع لاختبارات وعمليات مؤلمة أو محفوفة بالمخاطر للحصول على التعاطف والاهتمام الخاص الممنوحين للمرضى حقًا من الناحية الطبية.
لا يرى معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أنهم يتمارضون، وقد لا يكونون مدركين تمامًا لسبب تسببهم في مرضهم، وقد يعاني الكثير من المصابين باضطراب التمارض أيضًا من اضطرابات عقلية أخرى، لا سيما اضطرابات الشخصية أو الهوية.
علاج اضطراب التمارض
هدف العلاج الأول هو تغيير سلوك الشخص وتقليل إساءة استخدامه للموارد الطبية، والهدف الأساسي هو ضمان سلامة وحماية أي ضحايا حقيقيين أو محتملين.
وبمجرد تحقيق الهدف الأول، يستهدف العلاج حل أي مشكلات نفسية أساسية قد تكون سببًا في السلوك.
والعلاج الرئيسي لاضطراب التمارض هو العلاج النفسي، ومن الممكن أن يركز العلاج على تغيير تفكير وسلوك الفرد المصاب بالاضطراب، وقد يساعد العلاج الأسري أيضًا في تعليم أفراد الأسرة عدم مكافأة أو تعزيز سلوك الشخص المصاب بالاضطراب.
وفي الواقع لا توجد أدوية لعلاج اضطراب التمارض، ومع ذلك، يمكن استخدام الأدوية لعلاج أي اضطراب ذي صلة، مثل الاكتئاب أو القلق.