بقلم: جلال نشوان
يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وضعت نصب أعينها تغيير حكومة نتنياهو العنصرية الفاشية ، حيث برزت خلافات جديدة بين تل أبيب وواشنطن بعد مقابلة تلفزيونية انتقد فيها الرئيس الأمريكي حكومة نتنياهو ... وعادة ما يسارع الرؤساء الأمريكيون لتوجيه الدعوة إلى رؤساء وزراء دولة الإحتلال لزيارة البيت الأبيض حال تشكيل حكوماتهم ،لكن بايدن يختلف مع نتنياهو في التعامل مع الملف الفلسطيني والإصلاحات القضائية ف و الملف الإيراني ورغم تصاعد التعاون العسكري بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو إلا أن العلاقة بين بايدن ونتنياهو ظلت فاترة وفي أحيان عديدة متوترة. ومع مرور أكثر من نصف عام على تشكيل حكومة نتنياهو في ديسمبر/ كانون الأول 2022، لم يوجه بايدن دعوة لنتنياهو لزيارة البيت الأبيض وهو تصرف غير مألوف في العلاقة بين البلدين نتنياهو، على مفترق طرق ، أما أن يمضي في مشروع الانقلاب على جهاز القضاء ودفع الثمن حاليا أو وقف المشروع والدخول في مأزق إئتلافي مع حلفائه وبعض قيادات حزبه، قد يصل الى حد إسقاط الحكومة. بين هذا وذاك هناك سيناريوهات كثيرة من الصعب التنبّؤ بها، ولكن المؤكّد أن الأزمة سوف تتعمّق وأن دولة الإحتلال تسير بخطى متسارعة نحو أزمة سياسية طاحنة، ستطيح بحكومته ومن الأهمية بمكان تشير استطلاعات الرأي كافة، أن الائتلاف الحكومي يفقد حوالي 20% من قوّته الحالية، ولو جرت الانتخابات اليوم لخسرها اليمين والليكود، ولفاز فيها ائتلاف الوسط وغانتس في المقدمة. وتدل الاستطلاعات على معطيات غير مسبوقة منها أن ثلث الشعب اليهودي يفكّرون في الهجرة، وأكثر من نصفهم يخشون تدهور الأوضاع الأمنية ويخافون من اندلاع حرب أهلية ومن الركود الاقتصادي. لا يستطيع أي رئيس وزراء لدولة الاحتلال أن يتجاهل ما يحصل من أزمة في الجيش، وتراجع في الاقتصاد، وتوتر مع واشنطن وتحوّلات في الحقل السياسي، لقد ضاق المجتمع الدولي ذرعاً من ممارسات حكومة نتنياهو الفاشية الاستيطانية ومعظم صناع القرار السياسي الأمريكي يدركون جيداً أن دولة الإحتلال تسير بخطى متسارعة نحو المجهول. نتنياهو أدرك أن حكومته ستسقط عاجلاً أم إجلاً وأن المخرج هو انضمام لبيد وغانتس ، لأن الأمريكيين لن يسمحوا بانهيار دولة الإحتلال، فهم من أسسوها وأمدوها بكل مقومات البقاء وأن الحفاظ على دولة الاحتلال احد أبرز أبجديات السياسة الأميركية منذ عدة عقود وتبقى الحقيقة الراسخة أن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف هى مفتاح الاستقرار في العالم كله وعلى الغرباء الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار أن يعودوا من حيث أتوا ستسقط حكومة أيقونة الإرهاب نتنياهو والأيام القادمة حبلى بالكثير من المتغيرات وأن غداً لناظره قريب.