علق عبد الله أبو خضرة، أستاذ الطرق والمطارات بكلية الهندسة بجامعة بني سويف في مصر، على إعلان إسرائيل بشأن القطار فائق السرعة الذي من المقرر أن يصل إلى السعودية ومدى تهديده لقناة السويس.
موقع مصر المتميز
وقال أبو خضرة، إن "موقع مصر الفريد والمتميز يفرض نفسه على أي فكرة تحاول منافسة الدور المصري في هذا الملف، والأفكار المتعلقة بربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط في إسرائيل بدأت منذ فترة بالحديث عن ربط ميناء إيلات بالبحر الأحمر بميناء أشدود على البحر المتوسط، كمحاولة لعمل فكرة مشابهة لقناة السويس، ولكن هذا الأمر لم ينجح".
اقرأ أيضاً:
وأوضح أن "كل برامج النقل تبدأ في المفاضلة والمقارنة في بدائل النقل على أساس الأفضلية في الوقت، والبدائل الأقل في الوقت تكون أيضا أقل تكلفة، لافتاً إلى أن مجرى قناة السويس له الأهمية لا يستطيع أي مشروع آخر أن يتعدى عليها ويؤثر عليها بالسلب، حيث أن حركة التجارة تسير في قناة السويس كما هي دون عمليات شحن وتفريغ، وهذا ما يقلل من عمليات "الهدر" في المنتجات بالحاويات وهو ما يحدث في النقل متعدد الوسائط الذي يكون جزء منه بحري وجزء أخر بري".
وأضاف أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تمكن من تعظيم الاستفادة من الممر المائي العالمي، والذي يعد محط أنظار العالم أجمع، واي حدث تشهده قناة السويس يكون حديث كل وسائل الإعلام العالمية، لافتاً إلى أن مصر قامت بتعميق الغاطس بقناة السويس لاستقبال السفن العملاقة، بالإضافة إلى إزوداجية المجرى المائي مما عمل على تقليل زمن العبور لأكثر من 11 ساعة لما كانت عليه في السابق.
الاستعداد للأحداث المستقبلية
وأكد أستاذ الطرق والمطارات والمرور بكلية الهندسة جامعة بني سويف، على أن الدولة المصرية تستعد دائما للأحداث المستقبلية بإجراءات استباقية وهو ما يجعل قناة السويس دائما قادرة على المنافسة بحيث لا يستطيع مشروع أن يحل محلها.
ولفت إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تشهد استثمارات أجنبية واسعة، مثل المنطقة الصناعية الروسية، والمنطقة الصناعية الصينية، والتعاون مع فرنسا وإسبانيا وغير من الدول، بالإضافة إلى شركة مينسك من أكبر شركات الحاويات على مستوى العالم، والإعلان عن عمل أكبر محطة تمويل للسفن بالهيدروجين الأخضر.
وقال إنه بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تغيرت حركة التجارة العالمية بالكامل، واختلفت حركة سلاسل الإمداد والتموين، سواء المتجه إلى روسيا أو المتجه إلى الغرب، وهو ما أدى إلى زيادة حجم السفن التي تعبر قناة السويس، مما يؤكد أن كل ما شهدته مصر من مشروعات نجني ثمارها في الوقت الراهن.
كما أشار إلى أن مصر هي مفتاح أفريقيا ولا بديل عنها كمطلة البحر المتوسط بالنسبة للدول الأفريقية، وهو مع دفع مصر إلى الربط بالداخل الأفريقي، منها طريق القاهرة - كيب تاون بأطوال 10288 كيلومتر، وسيكون له الدور الأكبر في الربط بين جنوب أفريقيا إلى الاسكندرية ومنها إلى أوروبا، بالإضافة الطريق الساحل الدولي للربط مع شمال أفريقيا والوصول إلى المغرب .
اقرأ أيضاً:
وتابع أبو خضرة، إن الخط الأول من القطار الكهربائي السريع عقب وصوله إلى مطروح سيمتد إلى شمال أفريقيا بالكامل، والخط الثاني من أكتوبر حتى أبوسمبل من المقرر أن يمتد إلى كيب تاون وتشاد وغرب أفريقيا بالكامل ، بالإضافة إلى تطوير ملف النقل النهري سيكون له أثر كبير للربط بالقرن الأفريقي وله أبعاد استراتيجية والحفاظ على نهر النيل وتسهيل عملية التجارة من الجنوب للشمال والعكس.
وأوضح الدكتور عبدالله أبو خضرة، أن ما يتردد من أحاديث هو ثرثرة إعلامية لجذب الأنظار، ولن تتأثر الدولة المصرية بمثل هذه الإدعاءات الإعلامية الكاذبة، فهي مجرد ثرثرة إعلامية لا وزن لها، مؤكداً على أن الدولة المصرية تسير على قدم وساق للتحول إلى دولة حدثية يشهد لها العالم أجمع، وهو ما يؤكد أن مصر تسير في المسار الصحيح والمطلوب على الخريطة العالمية.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان قد أعلن إن إسرائيل سوف تطلق مشروع توسعة للسكك الحديدية وتنفيذ "مشروع إسرائيل واحدة" بقيمة 27 مليار دولار لربط مناطق بعيدة على الأطراف مع تل أبيب، لافتاً أن ذلك قد يوفر روابط برية مع السعودية مستقبلا.
