عدنا ام لم نعد ستبقى بيوتنا تنتظر عودتنا

بقلم منى الفارس

العودة إلى البيت، رغم أَنها أَكثرُ الأفعال اعتياديةً، تبقى أجملُ ما يُمكن أنّ يفعله المرءُ على الإطلاق; كلمات نسرين خوري. كلمات لامست احاسيسي واجعت قلبي. فعلا ان العودة للبيت هي من الاعمال الاعتيادية، لكنها تبقى الأجمل والمفرح لنا ولعائلاتنا اللذين ترافقنا عيونهم ونبضات قلوبهم تودعنا ونحن نهم بالخروج من المنزل، تدعوا لنا بالعودة سالمين. هنا في فلسطين استثنائيون كعادتنا في امور عديدة بحكم واقعنا المحتل. يخرج ابنائنا وارباب عوائلنا من منازلهم نودعهم بالكلام الذي بحمل في طياته الدعوات بالتوفيق والحماية والعودة سالمين لنا. ربما أحيانا لا نسمعهم تلك الدعوات ولكن عيوننا المصحوبة بنبضات الحب والخوف عليهم هي من تنقفل لهم تلك الكلمات. وعند عودتهم نقابلهم بالبسمات والنظرات الفرحة التي تنقل لهم صورة فرحنا بعودتهم سالمين. تلك هي ابواب منازلنا عندما يخرج منها فلذة اكبادنا لا تغلق لأنها تبقى فاتحة حضنها تنتظر عودت حبيبها على أحر من الجمر، الى ان يعود لحضنها سالما لتحتضنه مجددا وتدخله الى بيته او ينقلب المشهد لتحتضنه بغزارة الدموع ووجع الآهات إذا عاد محملا على الاكتاف شهيدا. فيا أعزاءي يا فلذات اكبادنا واكباد امهاتكم وزوجاتكم وابنائكم لا تغادروا بيوتكم خلسة وتغلقوا ابواب منازلكم، بل ابطئوا بالخروج ولا تستعجلوه اشبعوا من نظرات محبيكم أسمعوهم صوتكم واستعينوا بدعواتهم على قدر قد يوجهكم اسمعوهم منكم حلو الكلام ليبقى صوتكم هو أجمل صوت واخر صوت مخزن في أذانهم وعقولهم. اوه على هذا الوجع ما آلمه الا وهو وجع الخروج وألا عودة فيه. ويبقى الفراق الى لقاء يوم اللقاء العظيم ولكن الارواح والاصوات تبقى حية في بيوتكم وفي ذاكرة محبيكم.

البوابة 24