الملك عبد الله ..هل  الأردن بخير... وهل إنتهت المؤامرة..!؟

منذر ارشيد
منذر ارشيد

بقلم: منذر ارشيد
سأتحدث بما يمليه علي ضميري بخصوص واقع الأردن العزيز والذي كان يشكل قاعدة أمن وأمان للمنطقة وخاصة لفلسطين  وعلينا أن ننتبه للأخطار المحدقة على الاردن والتي إن وقعت لا قدر الله ستدخل المنطقة في أتون صراعات دموية لا تنتهي إلا بتفكيك الأردن وتمكين إسرائيل من السيطرة على كل شيء حتى الخليج ...   اللهم لطفك  
في رسالة الملك عبد الله عاهل الاردن  تنبيه و تحذير وقلق وتطمين ..
التنبيه... بأن الأردن لا يسمح 
والقلق..  بأن هناك تئآمر
والتحذير.  بأن العواقب ستكون وخيمة
التطمين.. جيش قوي موحد.


حقيقة رغم أن الاردن بلد صغير وفقير بموارده وإمكانيات  إلا أن في شعب عظيم وجيش أعظم وعشائر تاريخية من مختلف الأصول والمنابت أنتجت خير رجالاتها الذين شاركوا في بناء الاردن والدفاع عن حماه وحمى فلسطين والقدس
بدون شك أن الحكمة كانت سيد الموقف في كل ما جرى من إجراءات خاصة في داخل البيت العائلي الهاشمي 
والحكمة الثانية أن الرسالة كانت مكتوبه وليست خطابا 
لأن الخطاب ليس بالسهل   خاصة أن الأمر  لم يكن سهلا على صاحبه الغاضب  وسيحمل أكثر من حكاية خاصة في التعابير واللهجة والصوت والنظرات مما سيترك المجال للتحليلات والاستنتاجات والتأويلات،   فكان القرار برسالة خطية مقتضبة لا مجال للتأويل فيها ..
أما أهم ما ورد في الرسالة  من جمل قيل فيها 
 عن شعوره بـ"صدمة وألم وغضب بقوله ..
"لا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز".
وسعى الملك إلى طمأنة الأردنيين، قائلا إن البلد آمن ومستقر"، وأن "الفتنة وئدت في مهدها 
ولكنه  أشار الى خطورة ما حدث بإشارته..  
إذا كان الأقربين ،  فكيف الأبعدين..!؟


ولكن المثير هنا أن الأمور في الأردن خرجت عن نطاق الخطوط الحمراء بحيث اخذت منحى آخر  مما جعل الحديث في الخصوصيات أكثر إنفلاشاً وتقلصت الخطوط الحمراء .. وسنشهد اسهالاً في الكلام الفوضوي بعد هذه الحادثة التي فتحت شهية كل من له شهية في الدخول الى المحرمات التي كانت قبل ذلك 
ولكن هل انتهت الحكاية. !؟
برأيي أن الحكاية لم تنتهي  والأردن في خطر شديد جدا ً  واذا فشل المخطط  الذي كان بالأمس  
فلربما بعد فترة  سيكون هناك مؤامرة أخرى ما دامت إسرائيل سيدة الموقف في المنطقة وامريكا تدعمها 
فالمخططات قائمة وتسير بوتيرتها حسب الظروف
خوفنا على الاردن  ليس مجرد شعور عاطفي فقط
لا بل شعور حقيقي سياسي يستند الى معطيات  أهمها ان إسرائيل ما عادت تريد إستقرارا في الأردن بعد ان كشر الليث الهاشمي  عن أنيابه  أمام القدس والمقدسات  والتي هي جوهر قضيته واستقراره لا بل ووجوده.


الهاشميين كانوا على مدار قرن من الزمن صمام أمن وأمان في المنطقة  بحيث لم يستطع احد إختراق الاردن رغم الاختراقات التي جرت في المنطقة منذ سنوات فتم تدمير دول عربية وازنة
إن  استهداف الأردن، نظاما ودولة لا يعود إلى الأيام الماضية، حين منع الإسرائيليون زيارة، ولي العهد الأردني لبيت المقدس، ثم جاء الردُ مباشرة من الأردن بمنع طائرة، نتنياهو من التحليق في أجواء الأردن.
ولا حتى عندما صرخ الطيار الأردني الكابتن يوسف الدعجة من فوق القدس وقال نحن فوق القدس عاصمة فلسطين 
والذي لاقى ترحيبا عظيما من جميع الهيئات الرسمية والشعبية الأردنية وحتى العالم 
ظلت إسرائيل مقيدة باتفاقية، وادي عربة  حيث نصّت على وجوب احترام مكانة الأردن في القدس،
ظلت الوصاية الأردنية على الأوقاف شوكة في حلق المخطط الصهيوني، عمدت إسرائيل إلى زجَّ بعض الدول الإسلامية في ملف القدس، ومنحتها حرية العمل، وسمحت بدخول الأموال من بعض الدول الخليجيه  في محاولة لاستبدال الوصاية الأردنية، بوصاية أخرى تُسهل لها ابتلاع القدس،  وما تسرب عن شراء عقارات في القدس ومبالغ خيالية من قبل  البعض وبأموال خليجية غير أن يقظة الأردن حالت دون تحقيق هذا الهدف!


انزعجت إسرائيل بشدة حينما حاولت الإيقاع بين الأردن، والسلطة الفلسطينية بشأن الوصاية على الأماكن المقدسة ،و هذه الاتفاقية بالتنسيق بين السلطة والأردن في القدس، السلطة الفلسطينية تعترف بوصاية الأردن على الأماكن المقدسة!
و إسرائيل فوجئت بطلب الملك عبد الله الثاني، باستعادة منطقة  (الباقورة) المؤجرة لإسرائيل مدة خمس وعشرين سنة،
ما يزال المُخطِّط الإسرائيلي يملك في جعبته كثيرا من الخطط ضد الأردن، ولن تكون هذه المؤامرة الأخيرة
فمهما حاولنا ان نغطي على الأخطار  او نتجاهل ونطمئن الناس  ، فالأمر  ليس بيد أحد على الإطلاق  والصهيونية تعمل ومعها قوة التنفيذ ولا تنتظر أحد 
ولكن نحن كشعوب وأمة  واعني كفلسطينيين واردنيين يمكن  أن نخفف الأضرار القادمة من خلال توحدنا وتكاتفنا في وجه العاصفة  القادمة 
كان قديما  إجماع لعالم عربي ونوع من الحياء والإستحياء وقوة ولو شكلية ، كانت تقف وتساعد الأردن ،  
 اليوم الاردن يقف وحيدا في أجواء عربية باتت في حضن الصهيونية العالمية وتراهن  على إسقاط الاردن معها ..!
ولذلك مطلوب   أن ينتبه الاردنيين ويستيقظ ضمير البعض قبل فوات الأوان  فالوقت من ذهب..!!!


فوالله  إن لم يجتمع الاردنيين من جميع اطيافهم ومنابعهم 
من خلال ممثلين لهم  ليضعوا  بعض نقاط الخطر المحقق والذي قد تم التخطيط ورصد الامكانيات المالية الضخمة  واللوجستية  لجعل الاردن ساحة حرب داخلية  بعد ان يتم ضربة من  تحت الحزام  مما سيشعل النار  في البلد 
ولذلك مطلوب ليس اليقظة فقط  بل العمل الفوري لجمع كلمة الشعب الأردني  جيشا وعشائرا ومخيمات وحواضر وبوادي  تحت شعار  (فالنحمي الأردن)
أتمنى  أن يكون ذلك قريبا جدا قبل فوات الاوان
ربما استطاع الملك عبد الله  وبحكمة من الأمير الكبير الحسن أبا راشد حفظه الله ان  يوقف الأمر دون خوض بالتفاصيل  عند حدوده الممكنة .. 
ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل والتفاصيل كثيرة وخطيرة جدا .. وتحتاج الى قوة داخلية اردنية  يجتمع الكل تحت لوائها   كي يواجهوا الشيطان وتفاصيله الخطيرة
اللهم لا نسألك رد القضاء  ولكن نسألك اللطف فيه
والله من وراء القصد

البوابة 24