البوابة 24

البوابة 24

الكشف عن اتفاق إسرائيلي سعودي قد يقلب الشرق الأوسط رأسا على عقب.. ما القصة؟

اتفاق إسرائيلي سعودي
اتفاق إسرائيلي سعودي

نشرت مجلة "الإيكونوميست" تقريرا جديد بعنوان "اتفاق إسرائيلي سعودي قد يقلب الشرق الأوسط رأسا على عقب"، وأشارت إلى إن توقيعه يأتي بمساعدة أمريكية وقد يمنح الرياض التكنولوجيا النووية.

وأوضحت "الإيكونوميست"، إن الأمير "محمد بن سلمان"، ولي العهد السعودي، لم يخف سعادته باحتمال الوصول إلى معاهدة استراتيجية بين أمريكا وإسرائيل والمملكة.

وكان "ولي العهد السعودي"، قد صرح في مقابلة تلفزيونية نادرة يوم 20 سبتمبر،  بأن الاتفاق قريب، حيث قال "كل يوم نقترب، وتبدو المحادثات لأول مرة جدية وحقيقية"، مؤكدًا على أنها قد تكون "أكبر صفقة تاريخية منذ الحرب الباردة".

قفزة نوعية

lvl220230809120054458.jpg
 

كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، في 22 سبتمبر، عن اقتراب الأطراف الثلاثة من صفقة، لافتًا إلى أنها ستكون قفزة نوعية.

وأفادت "الإيكونوميست"، أنه سيتم قريبًا إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين الرياض أغنى دولة عربية وأكثرها نفوذا، وتل أبيب التي تجنبتها المملكة منذ فترة طويلة.

ولفتت "الإيكونوميست" إلى أن م"حمد بن سلمان"، ومنذ توليه منصب ولاية العهد في 2017 التقى مرة واحدة بشكل سري مع "نتيناهو"، مؤكدة على وجود علاقات تجارية هادئة بين إسرائيل والمملكة، ولهما منافس مشترك في إشارة إلى إيران.

وذكرت "المجلة"، إنه في عام 2020، تم توقيع "اتفاقيات إبراهيم" بين تل أبيب والعديد من الدول العربية، ماعدا المملكة العربية السعودية، لافتة إلى أن قليلين توقعوا أن تكتسب العلاقات الإسرائيلية السعودية طابعًا رسميًا في عهد الملك السعودي سلمان الذي ينتمي إلى الجيل الذي كان ذلك مستحيلاً بالنسبة له، إقامة أي علاقة بإسرائيل.

اتفاق سيقلب  التوازن الأمني في المنطقة

لكن محفزات التوصل إلى اتفاق تزايدت، ويدفع السعودية إلى عقد اتفاق استراتيجي جديد مع الولايات المتحدة بسبب العلاقة الأمنية بين البلدين، وتقوم إيران بتوسيع برامجها النووية، وهي على وشك إنتاج أسلحة نووية، مما سيقلب التوازن الأمني في المنطقة رأسا على عقب.

وتتضمن المحادثات تطوير مفاعل للطاقة النووية، حيث سيتم تخصيب اليورانيوم إلى الأراضي السعودية وتحت إشراف أمريكي، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، تمامًا كما كانت الولايات المتحدة تدير في البداية شركة أرامكو العملاقة.

وفي حين أن هذه الجهود ستكون ذات طابع مدني، فإن الهدف النهائي لأمريكا هو منع حدوث سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، ويقول "ولي العهد السعودي" إن بلاده لها الحق في امتلاك أسلحة نووية إذا امتلكتها إيران، كما قال: " إذا حصلوا على أسلحة فسنحصل على نفس الشيء لكننا لا نريد أن نرى ذلك".

أما بالنسبة للرئيس الأمريكي "جو بايدن"، سيكون نظام الأمن الدبلوماسي الذي تدعمه أمريكا والذي يعتمد على قوتين إقليميتين إنجازا كبيرا في السياسة الخارجية في عامه الانتخابي.

تغيير موقف بايدن

ولي-العهد-السعودي-والرئيس-الأمريكي-بايدن.jpg
 

ونوهت "المجلة" بتغير مواقف بايدن من السعودية خلال حملته الانتخابية، والتي كان مترددا في التعامل معها، إلا أن الواقعية السياسية تحكم اليوم.

ولا تزال هناك عقبات داخلية كبيرة أمام الاتفاق، حيث أوضحت الصحيفة أن الأنظمة الملكية شبه المطلقة يجب أن تأخذ في الاعتبار الرأي العام، مشيرة إلى أن 2% من الشباب السعودي فقط يدعمون التطبيع وذلك بحسب دراسة لمسح الشباب العربي 2023، مقارنة مع 75% في الإمارات و73% في مصر، وكلاهما طبعا لهما علاقات مع إسرائيل.

ولا تزال هناك العديد من "العقبات الداخلية" الضخمة أمام التوصل إلى اتفاق بين تل أبيب والرياض، حيث أوضحت "الصحيفة" أن الملكيات شبه المطلقة يجب أن تأخذ الرأي العام في الاعتبار، لافتة إلى أنه بحسب استطلاع الشباب العربي 2023، فإن 2% فقط من الشباب السعودي يؤيدون التطبيع، مقارنة بـ 75% في عام 2023. الإمارات و73% في مصر، وكلاهما بالطبع لهما علاقات مع إسرائيل.

وهذا ما يفسر إشارات ولي العهد الدائمة في مقابلته إلى الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين، حيث قال: "بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية، ونحن بحاجة إلى حل ذلك الجزء"، وشدد على أنهم بحاجة إلى حل ذلك الجزء.

وذكرت "الصحيفة"، أن المحادثات الموازية بين السعوديين والفلسطينيين تزداد، وأن وفدا فلسطينيا رسميا يعتزم زيارة الرياض في أكتوبر المقبل، مشيرة إلى أن مسؤولين فلسطينيين زاروا الرياض بشكل شبه أسبوعي في الأشهر القليلة الماضية، بحسب مصدر في الضفة الغربية.

وفي السياق ذاته، أشارت "المجلة"، إلى أن الأمير محمد بن سلمان لم يذكر في مقابلته التلفزيونية مبادرة السلام العربية، وهي خطة وافقت عليها المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى عام 2002 وتقوم على العلاقات مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، وإقامة الدولة الفلسطينية.

وعودا غامضة

السعودية.jpg
 

وأردفت "المجلة"، أنه وبدلا من ذلك، قدم الأمير وعودا غامضة مثل منح الفلسطينيين احتياجاتهم والتأكيد من توفير حياة جيدة لهم، في الوقت الذي تتحدث الأطراف كلها عن صورة "شرق أوسط جديد" تربطه المواصلات والطاقة، حيث تتغلب الفرص الاقتصادية على الكراهية.

وعلقت "المجلة": "إن غموض ولي العهد السعودي حول الحقوق الفلسطينية هو اعتراف بمشاكل نتنياهو الداخلية.. فكل زعيم إسرائيلي حريص على إنهاء العزلة الإقليمية المستمرة منذ عام 1948.. أما نتنياهو، الذي يرأس حكومة متطرفة ويواجه احتجاجات وضغوطا واتهامات بالفساد والتعامل معها... ستكون السعودية فرصة عظيمة لتطهير إرثه المشوه".

وقالت إن الأشهر التسعة الأولى الفوضوية من رئاسته الأخيرة للوزراء تفسر سبب استعداد "نتنياهو"، الذي ظل لسنوات صريحة بشأن مخاطر البرنامج النووي الإيراني، لدعم تخصيب اليورانيوم السعودي كجزء من أي صفقة.

وفي هذا السياق، لفتت "المجلة"، إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يسبب موجات صدمة في السياسة الإسرائيلية بعواقب غير متوقعة، نظرا لأن ائتلافها المتشدد يضم أحزابا تمثل المستوطنين اليهود المتدينين في الضفة الغربية المحتلة، الذين يعارضون أي تنازلات للفلسطينيين، مع العلم أن ويتمتع المستوطنون بتمثيل قوي في حزب الليكود، وجميعهم يحذرون من أنهم سيعارضون أي تنازلات أو صفقة تتخلى بموجبها إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية.

كما قالت "المجلة"، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أدرك أن السعوديين لن ينتظروا بعد الآن إنشاء دولة فلسطينية قبل إقامة علاقات مع إسرائيل، لكنه يريد من إسرائيل على الأقل التوقف عن بناء مستوطنات جديدة وضمان درجة أكبر من الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية.

سقوط ائتلاف نتنياهو الحالي

واستطردت "المجلة"، بالقول "وحتى هذا من شأنه أن يسقط ائتلاف نتنياهو الحالي.. ويقول أحد كبار السياسيين اليمينيين إن الصيغة الوحيدة التي سيؤيدها الائتلاف هي حصول الفلسطينيين على أموال سعودية لتلبية احتياجاتهم، ولكن ليس المزيد من الحقوق".

وأكدت "المجلة"، إنه إذا دعم محمد بن سلمان ولو جزء من المطالب الفلسطينية، فمن المرجح أن يخسر "نتنياهو" دعم عدد من أعضاء ائتلافه ومعه أغلبيته في الكنيست، وسيكون خياره الوحيد هو استخدام فرصة التوصل إلى اتفاق غير مسبوق لكسب دعم أحزاب الوسط التي رفضت حتى الآن الانضمام إلى حكومته وستطالب بتغييرات سياسية كبيرة للقيام بذلك الآن.

ورغم أن الوسط بقيادة "بيني غانتس" و"يائير لابيد" أيد الاتفاق مع السعودية، إلا أن الأخير أبدى بعض الشكوك بشأن تخصيب السعودية لليورانيوم، وكلاهما لديه تجارب مريرة مع نتنياهو وأسباب عدم المشاركة في حكومة أخرى.

واختتمت "المجلة"، تقريرها بالإشارة إلى أن "بايدن" ربما وجد صعوبة في المضي قدمًا بالصفقة لأن امتلاك المملكة العربية السعودية لمفاعل نووي قد يثير قلق الأمريكيين الذين يخشون الانتشار النووي في الشرق الأوسط، والتقدميين الذين يعارضون المملكة العربية السعودية والجمهوريون الذين يصوتون ضد كل ما يقترحه بايدن سيحاولون عرقلة الصفقة.

والجدير بالذكر أن الأمل الوحيد لـ "بايدن" هو أن يحافظ نتنياهو على شعبيته بين الجمهوريين لإلهاء معارضتهم ودفعهم نحو دعم الصفقة.

روسيا اليوم