البوابة 24

البوابة 24

ويبقى الحال على ما هو عليه .... الى متى؟

بقلم: منى الفارس

ويبقى الحال على ما هو عليه .... الى متى؟ بقلم: - منى الفارس بتنا جميعنا نقهقه عاليا قهقهة هستيرية، للوضع الهستيري الذي يعترينا، ونمرر على الايام بسرعة الى ان تنتهي، كمن يمرر على السطر بإبهامه الى ان ينتهي من الصفحة. فينتهي الشهر ويأتي الشهر الي يليه ليس رغبة منا بالشهر الذي يليه ولا كرهاً بالشهر الحالي والاشهر الماضية، وأنماء لاحتساب موعد الراتب الذي يليه، ونبقى على هذا الموال الى ان ينتهي بنا هذا العام الكبيس ليليه عام آخر يكون على شاكلته بالكباسة، من ضيق الحال وقلة الحيلة، لنكتشف ان تلك الأعوام مضت وسرقت بصحبتها سنين عمرنا. يقول احد الموظفين الحكوميين:- نذهب نحن الموظفين الى البنوك في تاريخ صرف الرواتب على البنوك متأملين ان الراتب سيفرج عنا ضيقة الحال المادي لنستلم رواتبنا رغم انها ليست كاملة ولا توفي بالتزاماتنا الشهرية، من كهرباء واحتياجات العائلة من الاكل والرسوم الدراسية لآبائنا واجرة المنزل الذي يأوينا او قسطه الشهري اذا كان شراء عن طريق البنوك لنكتشف ان الراتب لا يكفي فنضطر للاستدانة من احد الأصدقاء او الاقرباء ونعود للجلوس ونضع اكفنا على وجوهنا متعبسين نحسب وننتظر انتهاء هذا الشهر بكأبته ليأتي شهراً جديداً نتأمل براتبه ان يكفي التزاماتنا وتمر الأشهر شهرا وراء شهر لتزداد إحباطنا ونجد انفسنا تزداد سقوطا في بحر الديون والتزامات، وتنتهي السنة لتاتي ورائها سنة أخرى، ولا نجد حلا لهذه المعضلة المالية التي نعيشها . بينما نحن نتمزق من داخلنا تتوارد على مسمعنا اصبروا وتحملوا. نرد عليهم: - لقد تعب الصبر من صبرنا، صوتاً آخر يُطلبنا بشد الاحزمة نرد عليه: - لقد شددنا الاحزمة حتى تمزقت علينا من كثرة الشد. ويقول صوتا آخر: - عيشوا على قد دخلكم على راي المثل القائل (على قد لحافك مد رجليك) نرد عليهم: - أنتم من قصرتم لحافنا وبتنا ننام قرفصاء تأملا منا ان هذا اللحاف سيغطينا. يقولون لنا: - ليس ضرورياً أن تأكلوا كذا وكذا وتلبسون كذا وكذا. نرد عليهم نحن نقوت أنفسنا وعائلتنا، نشتري الخضار بأقل الكميات وأرخص الأصناف عندما ندخل محلات الخضار نُغمض أعيننا وندير وجهونا حتى لا نبلع ريقنا لأي نوع نراه ولن نتمكن من شرائه، بتنا نلبس فقط ما بحوزتنا من الملابس لأنه ليس بمقدورنا ان نشتري غيرها، تعودنا على التقشف والتقنين وربط الاحزمة في كل شيء لدرجة اننا بتنا نقنن الهواء الذي نستنشقه ُخوفاً عليكم ان نستهلك كمية أكبر من اكسجين الهواء فنغضبكم وتطالبونا بثمنه او تمنعوه عنا. نحن نعيش في ظل ازمة مالية فالرواتب منقوصة والاسعار تتوالى في الارتفاع في كل شيء دون رقيب او حسيب والمؤسسات الخدماتية إذا لم تدفع ثمن خدمتها تفصل عنك الخدمة، وووووو..... وهمومنا الموجعة كثيرة التعداد، تزداد تراكماً فوق اكتفنا لتُحدبنا الى أن باتت خطواتنا بطيئة ذات اكتاف منحنية ورؤوس مطأطأ وايدينا مشلولة لا بها حيلة ولا تدبير.

البوابة 24