أكد باحثون، أن دواء مضادا للفيروسات يتم استخدامه لعلاج "كوفيد-19" في كل أنحاء العالم قد يتسبب في حدوث طفرات في الفيروس، إلا أنه لا يوجد دليل على أن التغييرات أدت إلى سلالات أكثر خطورة.

ويعتبر دواء "مولنوبيرافير" (Molnupiravir) المضاد للفيروسات، الذي تنتجه شركة الأدوية الأمريكية العملاقة "ميرك"، أحد أقدم العلاجات التي تم طرحها خلال الوباء لمنع تفاقم مرض "كوفيد-19" لدى الأشخاص الضعفاء.

طفرات فيروسية 

ويقوم الدواء، الذي يتم تناوله عن طريق الفم على مدار خمسة أيام، بشكل أساسي بإحداث طفرات في الفيروس بهدف إضعافه وقتله.

وتوصلت دراسة حديثة بقيادة باحثين من المملكة المتحدة إلى أن عقار "مولنوبيرافير" قد يؤدي إلى "ظهور فيروسات متحورة بشكل كبير والتي تظل قابلة للحياة"، وفقاً للمؤلف الرئيسي ثيو ساندرسون لوكالة "فرانس برس".

وأكد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها مفيدة في التقييم المستمر لمخاطر وفوائد العلاج بـ"مولنوبيرافير".

وبالرغم من أن الدواء لا يمثل خطورة فورية على الذين يتناولونه، إلا أن الدراسة قد تكون لها آثار مهمة على الاتجاه المستقبلي للوباء.

وباستخدام قواعد البيانات العالمية لرسم خريطة طفرات الفيروس، توصل الباحثون إلى تغيرات في الفيروس تبدو مختلفة عن الأنماط النموذجية لطفرات "كوفيد-19".

نتائج الدراسة 

وبحسب النتائج المنشورة في مجلة Nature، ارتبطت الطفرات بقوة بالأشخاص الذين تناولوا عقار "مولنوبيرافير"، كما زادت هذه الطفرات في عام 2022، بالتزامن مع ظهور دواء "مولنوبيرافير".

ومنذ أن تم اقتراح "مولنوبيرافير" كعلاج، أثار بعض الخبراء مخاوف من أنه قد يسرع من إنشاء متغيرات جديدة مثيرة للقلق، ولكن لا يوجد دليل على أنه أدى إلى ذلك.

ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون في معهد فرانسيس كريك، وجامعة كامبريدج، وكلية إمبريال كوليدج لندن، وجامعة ليفربول، وجامعة كيب تاون، ووكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA)، أن الطفرات كانت أكثر احتمالا في الفئات العمرية الأكبر سنا بما يتفق مع استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

وأكد الباحثون على أن "مولنوبيرافير" لا يمثل خطورة على الذين يتناولون الدواء حاليا، كما أنهم لم يطالبوا بالتخلي عن الدواء تماماً.