البوابة 24

البوابة 24

هل من الطبيعي أن لا تتذكر بعض الكلمات رغم أنها "على طرف لسانك"؟

نسيان الكلمات أثناء التحدث
نسيان الكلمات أثناء التحدث

يعاني العديد من الأشخاص من المرور بلحظات لا يتمكنوا فيها من إيجاد الكلمة التي يريدون استخدامها خلال التحدث، بالرغم من معرفتهم بما يرغبون في الحديث عنه جيدا.

يمكن لأي شخص تقريبًا أن يواجه هذا النوع من صعوبة العثور على الكلمات من وقت لآخر، ولكن إذا حدث ذلك مع مجموعة كبيرة من الكلمات والأسماء والأرقام، فقد يكون ذلك علامة تنذر بالإصابة باضطراب عصبي.

ويتساءل الكثيرين عن سبب ظهور هذه المشكلة بين المتحدثين، ومتى يمكن أن تكون صعوبات العثور على الكلمات علامة تشير إلى شيء خطير؟

خطوات إنتاج الكلمات

يشمل إنتاج اللغة أو الكلمات المنطوقة على العديد من مراحل المعالجة، بما في ذلك:

  • التعرف على المعنى المقصود
  • اختيار الكلمة المناسبة من "المعجم العقلي" (قاموس عقلي لمفردات المتحدث)
  • استرجاع نمط الصوت الخاص بها
  • تنفيذ حركات أعضاء النطق الخاصة بالنطق بها

وفي كل مرحلة من مراحل المعالجة هذه، قد تحدث صعوبات في استرجاع الكلمات أو العثور عليها.

سبب نسيان الكلمات أثناء التحدث

images (1).jpeg
 

عندما لا يتمكن الشخص السليم من استرجاع كلمة من مفرداته على الرغم من شعوره بالألفة، يطلق علماء اللغة على هذه ظاهرة "طرف اللسان"، ويرجع سبب هذا الاسم يأتي من قولنا: "على طرف اللسان"، عندما لا تستطيع استرجاع كلمة من الذاكرة.

يعتبر "طرف اللسان" نوعًا شائعًا نسبيًا من أخطاء الكلام التي تحدث بشكل أساسي خلال استعادة النمط الصوتي للكلمة (المرحلة الثالثة من إنتاج الكلام).

وقد تحدث الصعوبات في العثور على الكلمات في أي عمر، إلا أنها تصبح أكثر شيوعًا مع تقدم العمر، بالنسبة لكبار السن، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاعر الإحباط والقلق بشأن احتمال الإصابة بالخرف، ولكنها ليست سبب للقلق.

إحدى الطرق التي يدرس بها الباحثون صعوبات استرجاع الكلمات هي أن يطلبوا من الأشخاص المشاركين، الاحتفاظ بمذكرات تسجل عدد المرات التي ظهر فيها طرف اللسان وفي أي سياق وجدوا أن بعض أنواع الكلمات، مثل أسماء الأشخاص والأماكن، والأسماء الملموسة (مثل "كلب" أو "مبنى" ) والأسماء المجردة (بما في ذلك مفاهيم مثل "الجمال") أو "الحقيقة") من المحتمل أن تظهر حالة طرف اللسان من الأفعال والصفات.

ويمكن أيضًا أن تنتج حالة "طرف اللسان" بسبب الكلمات الأقل استخداما، وربما يرجع السبب في ذلك هو أن لديها روابط أضعف بين معانيهم وأنماط الصوت الخاصة بها مقارنة بالكلمات الأكثر استخداما.

كما أظهرت الأبحاث أيضًا أن حالة "طرف اللسان" يمكن أن تحدث في ظروف مرهقة اجتماعيًا، مثل عندما يتم إخبار المتحدثين أنهم يخضعون للتقييم، بغض النظر عن أعمارهم.

متى يمكن أن يعني نسيان الكلمات حالات أكثر خطورة؟

images (2).jpeg
 

وإلى ذلك، يمكن أن يشير الفشل المتكرر في تذكر الكلمات في نطاق أوسع من الكلمات والأسماء والأرقام إلى مشاكل أكثر خطورة.

وفي حالة حدوث هذه الحالة، يستخدم اللغويون مصطلحات "فقدان التسمية" أو "الحبسة اللاإرادية" لوصفها، والتي ربما تكون مرتبطة بتلف الدماغ الناتج عن السكتة الدماغية أو الأورام أو إصابات الرأس أو الخرف مثل الإصابة بمرض الزهايمر.

أما إذا لم يتمكن الناس من وصف أو تخيل كلمة يرغبون في قولها، فمن المرجح أن يشير هذا إلى فقدان فعلي لمعرفة الكلمة أو معناها، وهذا عادة ما يكون علامة تنذر بوجود مشكلة أكثر خطورة، مثل الحبسة التقدمية الأولية، وهي متلازمة نادرة تصيب الجهاز العصبي وتؤثر في القدرة على التواصل، وتوصف بأنها أحد أنواع الخرف الجبهي

وكشفت دراسات تم إجراؤها على البالغين الأصحاء وبالمصابين بالحبسة اللاإرادية أن مناطق متنوعة من الدماغ هي المسؤولة عن صعوبات إيجاد أو إنتاج الكلمات لديهم، يرتبط الفشل العرضي في تسمية صورة لجسم شائع بالتغيرات في النشاط في مناطق الدماغ التي تتحكم في الجوانب الحركية للكلام، ما ينذر بوجود مشكلة عفوية في النطق بدلا من فقدان معرفة الكلمات.

أما عند فقدان التسمية الناتج عن الحبسة التقدمية الأولية، تظهر مناطق الدماغ التي تعالج معاني الكلمات فقدان الخلايا العصبية والوصلات أو ضمورها.

والجدير بالإشارة أنه يوجد علاجات متوفرة للتخلص من الحبسة اللاإرادية، غالبا ما يشمل ذلك قيام أخصائي أمراض النطق بتدريب المصابين على تسمية المهام بواسطة أنواع متنوعة من الإشارات للعمل على استرجاع الكلمات.

ولكن لسوء الحظ، ليس هناك علاج فعال للحبسة التقدمية الأولية، بالرغم من أن العديد من الدراسات تؤكد أن علاج النطق يمكن أن يتسبب في فوائد مؤقتة.

إذا كنت قلقا حول الصعوبات التي تواجهها في العثور على الكلمات، فيمكنك استشارة طبيبك العام ليحولك إلى طبيب نفساني عصبي سريري أو أخصائي أمراض النطق.

روسيا اليوم