البوابة 24

البوابة 24

ألعاب الصيف تُلبس أطفالنا أثواب الموت في منتجعاتنا الفلسطينية

بقلم شريف الهركلي

يبدو أن حكاية الوجع والجرح النازف لم تنته عند أبناء شعبنا ولا زالت تنهش في الجسد الفلسطيني.
ها نحن نشهد من وقتٍ لٱخر مآساة جديدة تفجر محاجر العيون وتمطر دموع الفراق حين تخلع ثياب الفرح عن أطفالنا، وتلبسهم ثياب الموت في المنتجعات الترفيهية في قطاع غزة.
حوادث تتكرر تخطف أرواح أطفالنا،وتفقدنا رائحتهم الزكية التي تفوح كالمسك من بين "أكفان الموت" التي تلف أجسادهم الصغيرة، 
 وكأن تذاكر اللعب التي يدفع ثمنها الأهل تتحول إلى  تذاكر للموت !!
قبل يومين تسجلت آخر الفواجع، إنها حادثة وفاة الطفل محمد عمر صلاح  ساق الله ست سنوات، حيث لقي مصرعه إثر صعقة كهربائية خلال لعبه بسيارات التصادم في منتجع النور في مدينة غزة ، 
وبات الجميع يتساءل عن أسباب تكرار مشاهد الموت في المنتجعات المخصصة لترفيه الأطفال في قطاع غزة ..
كما أن بيانات التعزية والتضامن لم تعد تكفي 'بل يتوجب على الجميع الوقوف عند مسؤلياته، وضرورة تشكيل لجنة تحقيق على أعلى المستويات للوقوف على اسباب الحادث ، لتفادي مثل هذه الحوادث التى تحول لحظات الفرح إلى فواجع بأطفالنا وفلذات أكبادنا في منتجعات أنشئت ليجد فيها الأطفال وأهاليهم متنفساً، ومصدر سعادة وراحة بال .
ونورد هنا بعض النماذج من الحوادث المفجعة التي حدثت في بعض منتجعات غزة:
• أسد يُمَزِّق طفلاً ويأكله أثناء وقوفه أمام القفص في حديقة الحيوانات بمدينة أصداء الترفيهية. 
• سقوط لعبة " ديسكفري " من الأعالي ، وإصابة عشرات الأطفال أثناء اللعب في منتجع النور السياحي .
• سقوط الطفل زكي قلجة من حي الزيتون، والذي توفي بعد وقوعه من اعلى لعبة مائية في مدينة أصداء السياحية.
• غرق  الطفل براء محمود خليل أبو هربيد، توفي غرقاً في منتجع شارم بارك السياحي جنوب مدينة غزة.
ويبقى المواطن يتساءل عن غياب وسائل الأمن والأمان، واستمرار سياسة الإهمال.
ونترك الجواب لمسؤلي حكومة غزة، ووزاراتها المختصة بالشؤون السياحية.
 وفي ختام رسالتنا نؤكد على ضرورة المتابعة والإجراءات التالية.
• الرقابةالدورية وعدم غياب شروط السلامة والأمن والأمان في الملاهي والمنتجعات البحرية.
• تفعيل لجنة علمية مختصة في المتابعة والإشراف على الوضع الميكانيكي والفني للماكينات المستخدمة في الألعاب وعمل صيانة مستمرة، و بشكل دوري في الملاهي والمنتجعات  السياحية. 
• تحقيق الوعي والثقافة الإرشادية والاشارية مع احتياطات الأمن والسلامة.
• فرض وتنفيذ العقوبات والأحكام القانونية على كل مخالف لقوانين السلامة السياحية.
وأخيرا نسألكم الدعاء لروح الطفل محمد ساق الله ،وكافة الأطفال الذي خطفهم الموت وأحكم عليهم بين أنيابه؛ ليلفظهم جثثا هامدة في الملاهي والمنتجعات السياحية، وتطير  أرواحهم كالعصافير في جنة عرضها السماوات والأرض.

البوابة 24