يطمح قطاع غزة إلى تحقيق اكتفائه الذاتي من إنتاج نبات الزعتر، بعد نجاح مجموعة من التجارب التي ساهمت في مضاعفة إنتاجه في السنوات القليلة الماضية، عبر تجارب زراعية مثالية غطت حوالي نصف احتياجات القطاع من محصول الزعتر، في وقت تسعى فيه وزارة الزراعة الفلسطينية لتوطينه، وصولاً الى مرحلة الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول العطري الحيوي.
"كان حلما فأضحى حقيقة" هكذا اختصر المزارع زياد حسين، تجربته بزراعة نبات الزعتر في أرضه شمال قطاع غزة، موضحاً أنه عمل على استيراد بذور الزعتر والتقاوي من الضفة الغربية، حيث توفر البيئة الجبلية مناخا مثالياً لنموه، الأمر الذي مكنه من زراعة مساحات كبيرة من نبات الزعتر.
واضافت حسين أن الإنتاج من الزعتر في قطاع غزة وفيراً ويتميز بجودة عالية، موضحاً أن القطاع يتجه لمرحلة الاكتفاء الذاتي من منتج الزعتر.
وحول آليات تسويق وبيع محصوله، يوضح حسين "بعد قطف المحصول نعمل على تجفيف الزعتر وبيعه في السوق المحلي، ليستخدم في الصناعات المختلفة سواء الأدوية العشبية أو الأغذية، إضافة لوجوده على مائدة الغزيين كوجبة إفطار صحية ومفيدة".
من جانب اخر، كشفت المزارع حسين أنه استعان بمهندسين زراعيين، واستند إلى معايير وإرشادات علمية قدمتها وزارة الزراعة الفلسطينية لزراعة أرضه بنبات الزعتر، مما ساهم في نجاح تجربته التي يطمح إلى تطويرها خلال المواسم المقبلة، مشيداً بدور الوزارة المساند لهم، والرامي لتحقيق طموحات المزارعين.
واكدت وزارة الزراعة الفلسطينية أنها أبدت تشجيعاً واسناداً كاملاً لمزارعي نبتة الزعتر العطرية في قطاع غزة.
وتشير إحصائيات الوزارة حول ذلك المحصول أن كل ألف متر مربع من الأرض ينتج 200 كيلوغرام من الزعتر المجفف في الموسم الواحد، وبما يعادل عشرة أطنان سنوياً، مؤكدة أن تجارب زراعة محصول الزعتر في قطاع غزة ناجحة، في ظل الإقبال الكبير عليه من قبل المواطنين.
في السياق، كشفت وزارة الزراعة عن وجود عدة مبادرات متميزة لتجربة زراعة مساحة كبيرة من الأرض بمحصول الزعتر، مشيرة إلى أن إجمال المساحة المزروعة بالزعتر في القطاع تصل حاليا إلى مائة الف متر، وأن هناك فرصة لزيادة هذه المساحة في المواسم المقبلة، موضحة أن ما يُميز زراعة نبات الزعتر أنه من المحاصيل التي تتحمل الظروف الجوية القاسية ويمكن زراعته في المساحات الفارغة بين الأشجار.