أصابت العديد من الأمراض آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة نظراً لانعدام مقومات الحياة والنظافة الأساسية جراء الغارات الإسرائيلية والحصار، وهو ما ينذر بتحول مراكز النزوح إلى بؤر للأوبئة.
ومنذ 21 يوما يستمر جيش الاحتلال في شن غارات جوية مكثفة على غزة، دمرت أحياء سكنية ومؤسسات صحية وخلفت آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، ضمن حرب على الفصائل الفلسطينية بدأت في 7 أكتوبر الجاري.
أوضاع إنسانية صعبة
ومن جهته، يقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، إن 70 بالمئة من سكان القطاع، الذي يسكنه نحو 2.3 مليون نسمة، نازحون يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة جراء القصف الإسرائيلي.
وأضاف أن "مليون و400 ألف مواطن في غزة نزحوا إلى مراكز إيواء"، وهم موزعون على 223 مركز إيواء، بينها مستشفيات ومدارس وكنائس ومراكز رعاية صحية.
اقرأ أيضاً:
وتابع معروف، أن العائلات الفلسطينية في مراكز الإيواء تفتقر لأدنى مقومات الحياة، في ظل الحرب على القطاع التي قطعت إسرائيل منذ بدايتها إمدادات الكهرباء والماء والوقود والعلاج.
أمراض وبائية
والأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن مراكز الرعاية الأولية سجلت أمراض وبائية جلها بصفوف الأطفال.
وحذرت الوزارة في بيان، من "موجة وبائية كبيرة قد تجتاح غزة، ولا يمكن السيطرة عليها؛ بسبب البيئة غير الصحية التي يعيشونها جراء الحرب".
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل عن سكان غزة إمدادات الماء والغذاء والأدوية والوقود، وهو ما اعتبرته منظمات دولية، بينها منظمة العفو، ممارسة "قد ترقى إلى مستوى جريمة حرب".
وقال متحدث وزارة الصحة بغزة الطبيب أشرف القدرة: "هناك آلاف كبيرة من المواطنين النازحين الذي أجبرهم الاحتلال الاسرائيلي على ترك منازلهم تحت الاستهداف والقصف وصولا لمستشفيات القطاع".
وأضاف: "أكثر من 50 ألف نازح في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، وعشرات الآلاف في مختلف المستشفيات في القطاع والمدارس بها آلاف من النازحين"، مؤكداً على أن "هذا كله يؤدي لعدم توفر البيئة الآمنة للسكان والمواطنين، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية".
وتابع القدرة: "رصدنا نحو 3 آلاف حالة أمراض جلدية وأمراض معدية.. واكتشف حالات بالعشرات لمرض الجدري المائي وهو معدٍ ينتشر بشكل كبير بين النازحين".
وأشار إلى أن "عدم توفر المياه والإمكانيات الخاصة بالنظافة الشخصية يتسبب في مزيد من الالتهابات لدى الجرحى في المستشفيات التي نزح إليها المواطنون. نحن أمام كارثة انسانية وصحية وبيئية كبيرة سيكون لها تبعات خطيرة على المستقبل في غزة".
انهيار المنظومة الصحية
وفيما يتعلق بالمساعدات التي وصلت إلى غزة عبر معبر رفح البري، قال القدرة إنها "لا تكفي الحد الأدنى من المتطلبات الصحية أو الإنسانية".
وقال: "أعلنا انهيار المنظومة الصحية بالكامل؛ بسبب عدم توفر الإمكانات الطبية من المستلزمات الطبية والأدوية وعدم توفر الوقود"، مشيراً إلى أن "مستشفيات غزة، رغم أنها تفتح أبوابها، لكنها لا تقدم أي خدمة صحية للجرحى والمرضى.. الأعداد الهائلة من الجرحى والمرضى المتكدسين في الأقسام لا تُقدم لهم أي خدمة صحية".
اقرأ أيضاً:
وأضاف: "المستشفيات ملاذ آمن لمئات الآلاف من الأسر التي نزحت من أماكن سكنها وكذلك لاحتضان الجرحى والمرضى دون تقديم أي خدمة".
وحتى الخميس، قتلت إسرائيل 7028 فلسطينيا في غزة، بينهم 2913 طفلا و1709 سيدات و397 مسنا، وأصابت 18484 بجراح، بالإضافة إلى أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض، وفقا لسلطات القطاع.
بينما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما لا يقل عن 244 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.