بقلم: ميسون كحيل
التصريح الذي أدلي به أبو مرزوق القيادي في حركة حماس لم يكن موفقاً فيه؛ حيث أشار إلى أنهم في حماس كانوا ينتظرون موقف أكبر من الضفة، وانتقد السلطة الفلسطينية واصفاً موقفها بالمخزي ولا ندري ما الذي يريده أبو مرزوق بالضبط؟ و هل كان يطمح إلى تدمير الضفة على طريقة ما يحدث في قطاع غزة؟
و لتوضيح الأمر لأبو مرزوق لا بد أن يميز أولاً بين طبيعة الجغرافيا في الضفة عن جغرافية قطاع غزة وحالة التقسيم الموجودة في الضفة وعدم التواصل الجغرافي بين المدن والقرى و البلدات و تواجد الجيش الإسرائيلي المكثف بين المدن وحرية الحركة التي يتميز بها، كما أن الضفة لا تمتلك أنفاق لتهريب الأسلحة و الإختباء و لا تستطيع توفير أدنى متطلبات الصمود على المستوى العسكري فالأسلحة الخفيفة والذخيرة المتوفرة لا يمكن أن تخدم بشكل دائم ولا يمكن أيضا أن تغير المعادلة و متطلبات المواجهة من دعم وإسناد، ثانياً و بدون إبداء الإستغراب ونعت موقف السلطة بالمخزي فقد سبق أن تعرضت الضفة وواجهت حصار محكم و إجتياح عسكري كبير لا بل حوصر رئيس السلطة الشهيد ياسر عرفات وتعرضت مدن الضفة لحصار عسكري و واجه المقاتلون مع عناصر الأمن الفلسطيني في الضفة الجيش الإسرائيلي وبما توفر لديهم من امكانيات دون دعم أو مساندة لا داخليا ولا خارجيا، و بقيت أطراف عدة تشاهد مع دعوات الصمود للأهل في الضفة (دون تحديد هذه الأطراف التي تعرفها أنت جيداً)
فماذا كانت النتائج دمار وخسائر واعتقالات وإبعاد عدداً كبيراً من الفلسطينيين! مع التذكير إن نفعت الذكرى بأن ما حدث كانت أسبابه الأولى التفجيرات والعمليات الإستشهادية التي قامت بها حركات وأحزاب فلسطينية في القدس و الداخل الفلسطيني لإضعاف السلطة الفلسطينية الشرعية وتضييق الخناق على الشهيد ياسر عرفات وقد غابت وانتهت ولم تعد هذه العمليات موجودة بعد اتمام مهمتها برحيل ياسر عرفات لينتقل التخطيط بعد ذلك للإندماج في اتفاقيات أوسلو !! بدخول الانتخابات وما لحقها من انسحاب إسرائيلي مخطط من قطاع غزة وهذا موضوع آخر ليس من الضروري الخوض به في سياق هذا المقال.
في الضفة يا أبو مرزوق لا يوجد مكان فيها لتهريب الأسلحة و إستقدام الخبراء لصناعة الصواريخ والمسيرات! و لا تتوفر سبل المواجهة و دول داعمة بالسلاح والعتاد والمال، كما أن حال الضفة مختلف، و قد تواجه تدمير شامل و انتهاك كامل لحقوق الإنسان في ما لو قررت المواجهة، و سيباح ويمارس فيها كل أنواع الإضطهاد في حق الشعب الفلسطيني في الضفة
إما إذا كانت لديك خطة وطرق لتزويد الضفة كما قطاع غزة من صواريخ وأسلحة متطورة و دعم جزئي وليس كلي من أطراف أخرى فسيكون لنا رأي آخر ، لذلك لا تطلب أن يذهب الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ما تفرضه على الشعب في قطاع غزة يا موسى أبو مرزوق.
كاتم الصوت: لا يحق لمن لم يمر بالصعاب والتحديات في قطاع غزة وليس تحت مسار الصواريخ أن يقول نقداً أو نصيحة.
كلام في سرك: تناقضات و مسرحيات فمن يطالب بوقف النار في غزة لا يحق له الدعوة لاشعالها في الضفة.
رسالة: تعالوا قاتلوا معنا مش من بعيد قاعدين بتتفشخروا والناس فراشها التراب والحجار وغطاءها صواريخ و نار ودخان. أحتفظ بالأسماء
