ردا على كليفرلي

نبض الحياة
ردا على كليفرلي
عمر حلمي الغول
لا أضيف جديدا حينما أُكد، ان بريطانيا العجوز كانت واحدة من الدول الأساسية في تأسيس دولة إسرائيل اللقيطة عام 1948 على انقاض نكبة الشعب العربي الفلسطيني، وهي من اشتركت مع فرنسا في صياغة وتنفيذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، وهي التي أصدرت وعد بلفور في الثاني من نوفمبر 1917 بالتنسيق والتكامل مع الولايات المتحدة الأميركية، وهي التي لعبت دورا أساسيا لتمرير صك الانتداب في يوليو 1922، وبالتعاون مع اميركا الشمالية، وكلاهما بشكل خاص من ارتكب ابشع جرائم العصر ضد العرب عموما والشعب الفلسطيني خصوصا.
وحديث وزير خارجيتها، جيمس كليفرلي امس الاثنين 30 أكتوبر مع قناة "سكاي نيوز عربية" يؤكد المؤكد عن وقوفها (بريطانيا) الاجرامي مع كل دول الغرب الرأسمالي بقيادة واشنطن في تقديم الدعم المطلق لدولة التطهير العرقي الإسرائيلية في قيادة حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني عموما وفي قطاع غزة بالتحديد منذ 24 يوما خلت، ومازالت نيران الحرب المجنونة تستعر نيرانها حمما جهنمية فوق رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ دون وازع قانوني او أخلاقي او قيمي.
ومما تضمنه موقف الوزير البريطاني في المقابلة، كان استمراء ذات أكاذيب إسرائيل والإدارة الأميركية وباقي جوقة الغرب، وقلب الحقائق، والإصرار على استباحة الدوم الفلسطيني على مرآى من العالم كله، وادامة نيران حرب الأرض المحروقة، عندما اعتبر أن " من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، ليس هذا فحسب، بل انه ذهب بعيدا في تغوله على الشعب المنكوب بالاستعمار الإسرائيلي، حينما ادعى أن وقف إطلاق النار "ليس ما يحتاجه الشعب الفلسطيني الان، وانما الواقعية تقتضي ان نضغط لمعالجة الوضع الإنساني في غزة."
هل يمكن للوزير كليفرلي ان يوضح للبريطانيين والرأي العام العالمي وللشعب الفلسطيني، ما هي طبيعة الواقعية التي يعتمدها واقرانه من اقطاب الغرب؟ وماذا يحتاج الشعب الفلسطيني ليخرج من هول الحرب الاجرامية قبل وقف نيران الحرب؟ وهل يمكن تأمين الوضع الإنساني دون وقف الحرب فورا؟ واليس وقف الحرب مرتبط اشد الارتباط بضرورة تأمين المساعدات الإنسانية ليتمكن الاحياء من أبناء الشعب الفلسطيني من لملمة جراحهم، والعودة لبيوتهم المدمرة كليا او جزئيا؟ متى يمكن من وجهة نظركم وقف الحرب المنفلتة من عقال القانون الدولي الإنساني؟ ام ان حربكم مفتوحة على مصاريعها، ومطلوب مواصلة قذف لهيبها وحممها حتى يتم تهجير المواطنين الفلسطينيين من ارض وطنهم الام؟ ولماذا من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، وممنوع على الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه؟ اين وجه المنطق والواقعية فيما ذهب اليه الوزير الإنكليزي؟ وما هي معايير ضبط النفس الإسرائيلية من وجهة نظر الغرب؟ اليست هذه اكذوبة وشكل من اشكال التضليل للرأي العام العالمي، كما استخدامكم أكاذيب الدفاع عن "الديمقراطية" و"حقوق الانسان" و"حرية الرأي والتعبير" و"تقرير المصير للشعوب"؟ ومن الذي يقتل من أبناء الشعب الفلسطيني؟ اليسوا الأطفال والنساء والشيوخ؟ ام انك اسوة بالرئيس بايدن تشكك بارقام واعداد واسماء الشهداء والجرحى، الذين زادوا عن ثلاثين الفا حتى الان؟ وما هي معايير العدالة بالنسبة لكم؟ وأين انتم من القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الانسان؟ وهل حرمان المدنيين العزل والابرياء من الغداء والدواء والوقود ومن الماء والكهرباء والعقاب الجماعي، هو عنوان عدالتكم، وهو ما تعملون عليه؟
باختصار شديد، ان اول أولويات ما تتطلبه اللحظة الراهنة أولا الوقف الفوري للحرب ودون قيد او شرط؛ ثانيا تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، كل الشعب الفلسطيني؛ ثالثا تأمين الممرات الإنسانية لدخول المساعدات الغدائية والدوائية والمستلزمات الطبية والطواقم الطبية والوقود؛ رابعا التوقف مرة وللابد عن فكرة تهجير الشعب الفلسطيني من ارض وطنه الام فلسطين. لانه لن يهاجر، ولن يقبل بديلا عن وطنه فلسطين، ودولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان عودة اللاجئين لديارهم التي طردوا منها عام 1948 و1967؛ خامسا عقد المؤتمر الدولي للسلام فورا ووفق روزنامة زمنية محددة لتكريس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967؛ سادسا إحلال السلام والتعايش في عموم الشرق الأوسط. هل يدرك ذلك الوزير كليفرلي؟ لا اعتقد، لانه لا يريد هو وسادة الغرب الراسمالي إرساء أسس السلام، وانما يريدون ادامة الفوضى والإرهاب والحروب الوحشية على شعوب العالم العربي وخاصة الشعب الفلسطيني، وتسيد إسرائيل اللقيطة عليهم، وعلى الشرق الأوسط الكبير، وهذا لن يتم.
[email protected]
[email protected]

البوابة 24