"المقترح المستحيل".. تقرير عبري يكشف مخطط إسرائيل بشأن مستقبل غزة بعد الحرب

الحرب في غزة
الحرب في غزة

تكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية، يوما بعد يوم الخطط التي يضعها مسؤولون أو باحثون سياسيون في تل أبيب حول مستقبل قطاع غزة بعد تحقيق أهداف الحرب الحالية، ومِن بينها خطّة السيطرة الأمنية على القطاع، وترك الإدارة المدنية للسلطة الفلسطينية.

خطة الحكومة الإسرائيلية 

ولفت موقع "يديعوت أحرونوت"، في تقرير نُشِر الإثنين، ألى أنه هناك خطة وضعتها حكومة الاحتلال لما بعد الحرب، وأن الولايات المتحدة تبحث الآن معها إمكانية حل الدولتين (دولة فلسطينية مستقلّة بجانب إسرائيل) في حال استطاعت القضاء على حماس.

ولفت الموقع إلى أنه الضروري أولا وقف القتال في القطاع بأكمله، وليس في الشمال فقط، وبناء على النتائج على الأرض، سوف تقرر إسرائيل مع الأميركيين والأمم المتحدة الترتيب الأوّلي للسيطرة على القطاع.

ومن الواضح في إسرائيل، أن مثل هذا الترتيب يجب أن يشمل ليس فقط شمال قطاع غزة حتى وادي غزة، بل أيضا القطاع الجنوبي بأكمله، بما في ذلك منطقة رفح ومحور فيلادلفيا.

وأوضح أنه مخطئ مَن يتصوّر أنّ الاحتلال والسيطرة وتقويض حكم حماس وقوتها العسكرية في شمال غزة سوف حقق الهدف الأساسي لأمن إسرائيل، حيث يمثل جنوب قطاع غزة يُمثّل مشكلةً في حد ذاته، والتي لا يزال يتعيّن على جيش الاحتلال أن يأخذها في الاعتبار.

ولفت الموقع إلى أن تنظيم الحكم في غزة سيكون على أساس مسؤولين محليين وأفراد غير مرتبطين بحماس، ففي المرحلة الأولى، سيواصل جيش الاحتلال والشاباك (جهاز الأمن العام) السيطرة على الأمن في قطاع غزة، إلا تن إسرائيل ليس لديها أي نيّة للسيطرة على القطاع، وطموحها هو الخروج من غزة في أسرع وقت ممكن، لكن بعد تحقيق الأهداف.

وبحسب الفكرة الناشئة، ستكون هناك مرحلة أخرى أو مرحلتان من التسوية الدائمة في قطاع غزة تستمر لعدة أشهر، وستكون للسلطة الفلسطينية سيطرة مدنية على غزة، لكن "الشاباك" وجيش الاحتلال سيُسيطران على القطاع، ولديهما حرية العمل في مجالَي الاستخبارات والردع، كما هو الحال في منطقة (ب) في الضفة الغربية.

ويرى الأميركيون أن تكون في هذه المرحلة قوة شرطة دولية غير أميركية في القطاع، وأن يكون هناك مناطق أمنية على أطراف القطاع يمكن للفلسطينيين أن يُوجدوا فيها للعمل الزراعي، لكنهم لن يتمكّنوا من البقاء هناك لفترة طويلة، وبالتأكيد لن يتمكّنوا من حمل السلاح أو إقامة نقاط مراقبة.

images - 2023-11-07T211938.443.jpeg
 

وذكر التقرير أن المرحلة الأخيرة ستكون مفاوضات سياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ربما في إطار مؤتمر دولي، هدفها التوصل إلى وضع وجود دولتين لشعبين، مع وجود ممر يربط بين غزة والضفة الغربية.

خطة واقعية؟

ومن جهته قال المحلل الفلسطيني، نذار جبر، إنه لا يثق في مساعي إسرائيل لحل الدولتين، خاصة وهي ترهن ذلك بالقضاء على "حماس"، وتابع: "أعتقد أنه مقترح تشجيعي لتحصل على دعم دولي في حربها على غزة، وبعد تحقيق ما تريد تتنصل وتهرب".

 ويعتقد المحلل الفلسطيني، أنها حتى لو صدقت في موافقتها على حل الدولتين، فالطريق لذلك وفق خطتها المطروحة سيفرغه من مضمونه على الأرض، مُستشهدا بهذه النقاط:

  • حماس ليست منظّمة يمكن حلها أو القضاء عليها؛ فهي متوغلة بقوة داخل الشعب الفلسطيني.
  • أتوقع أن "حماس" إذا رأت أن إسرائيل جادة في مقترح حل الدولتين بشكل عادل ستحل نفسها بنفسها.
  • في تفاصيل التقرير المنشور، نرى أن إسرائيل ستكون لها سيطرة أمنية، إذًا أين حل الدولتين؟! الدولة المستقلة يجب أن تكون لها سيادة، وبالسيطرة الأمنية الخارجية أنت تنسف سيادة الدولة.
  • الفلسطينيون سيرفضون بالتأكيد هذا المقترح؛ فهو غير واقعي، وإذا حاولت إسرائيل فرضه بالقوّة ستتفاقم الأوضاع.
  • فكرة سيطرة إسرائيل على قطاع غزة ستكون صعبة ومهمة طويلة الأمد، والتغيّرات على الأرض ستُغيّر الأفكار بالتأكيد.
يديعوت أحرنوت