شنت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية القريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هجومًا واسعًا على مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي ووصفت الأخير بـ"الفرعون الجديد"، وجاء هذا الانتقاد على خلفية مشروع تطوير جبل موسى في سيناء وتحويله إلى منتجع سياحي عالمي ضخم، معتبرة أن القاهرة تسعى من خلاله إلى فرض نفوذها وإحياء أمجادها القديمة.
اتهامات بالسيطرة على أراضي مسيحية
اتهم التقرير الذي حمل عنوان "الإمبراطورية التي تتحدى إسرائيل غربًا" مصر بمحاولة السيطرة على أراضي دير مسيحي مقدس في سيناء، مشيرًا إلى أن هذه القضية تعكس – حسب الرؤية الإسرائيلية – محاولات استعادة روح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وإعادة القاهرة إلى موقع القيادة في العالم العربي.
خلفية تاريخية وسيطرة الجيش
رأى المحلل الإسرائيلي تسور شيزاف أن مصر تاريخيًا لم تكن دولة دينية منذ عهد محمد علي عام 1805، مشيرًا إلى أن الأخير أطاح بالمماليك عبر كمين دموي في قلعة صلاح الدين، ثم بسط الجيش سيطرته على البلاد وثرواتها لعقود طويلة، وأضاف أن حكم مصر ارتبط دوماً بالجيش بينما بقي الدين مجرد غطاء شكلي لبناء المساجد والمقابر والمستشفيات.
مقارنة مع إسرائيل وتركيا
شيزاف قارن بين مصر وإسرائيل قائلاً إن القاهرة تعد من أقل دول المنطقة تدينًا، بينما إسرائيل، على العكس، أصبحت دولة "استبدادية دينية" يحكمها المتشددون، واعتبر أن الدولة الوحيدة التي تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل من هذا الجانب هي تركيا في عهد رجب طيب أردوغان، بينما السعودية – وفق رأيه – تراجعت عن سطوة رجال الدين وأصبحت أقل التزامًا بالنهج الديني المحافظ.
مصر وخطة السيطرة في سيناء
لفت التقرير إلى أن خطوة السيسي في تطوير سيناء تأتي في إطار رؤية مصرية ممتدة منذ استعادة شبه الجزيرة في أبريل 1982، فمنذ ذلك الوقت، شقت القاهرة الطرق وربطت سيناء بالخليج وشمال إفريقيا في إطار مشروع يجعلها مركزًا استراتيجيًا للعالم العربي، كما بنت الدولة مساجد جديدة لتقوية ارتباط البدو بمصر وإبعادهم عن مقابرهم التقليدية، في محاولة لاستخدام الدين كأداة لفرض النفوذ والسيطرة.
رات الصحيفة أن تحركات القاهرة تعكس نهجًا علمانيًا بواجهة دينية هدفه تكريس الدور القيادي لمصر في المنطقة، محذرة من أن هذه الاستراتيجية تمثل تحديًا لإسرائيل التي تواجه، على حد وصفها، عزلة وتراجعًا في ظل ازدياد التطرف الديني داخلها مقابل انفتاح نسبي في الدول العربية الكبرى.