مع استمرار الحرب على غزة ودخولها اليوم الـ 37، تتكرر مشاهد تدمي القلوب، وهي المشاهد السائدة في القطاع الفلسطيني المحاصر، فما أشبه الأمس باليوم وما أشبه الليلة بالبارحة، حيث يتم تهجير أكثر من مليون فلسطيني من شمال غزة، إلى مستقبل مجهول.
مشاهد النزوح تدمي القلوب
وبعد 75 سنة كاملة؛ تنتشر مشاهد النزوح من غزة والتي تعيد إلى أذهان الفلسطينيين والعرب مشاهد نكبة 1948، إلا أنها بنسخة 2023 المحدثة.
تضم المشاهد التي تدمي القلوب نزوح أسرا بأكملها على عربات تجرها الدواب، أو عائلات كاملة تسير على الأقدام حاملين ما يستطيعون من أغراضهم الأساسية؛ تاركين خلفهم منازلهم ومتعلقاتهم هاربين من القصف الإسرائيلي الغاشم الذي جعلهم مشردين بلا مأوى.
فترى امرأة عجوز يتجاوز عمرها الـ90 سنة؛ والتي تسير على أقدامها بصعوبة برفقة أولادها وأحفادها، وهذا المشهد ليس غريبا عليها؛ فقد عاشته في طفولتها خلال نكبة 1948.
كما تشاهد الأم التي تجر أولادها بيديها الاثنتين طيلة الطريق، وتمشي في طريقها إلى مستقبل مجهول؛ تاركة خلفها كل ما تملك.
ولن تتوقف المشاهد التي تفطر قلوب الملايين من البشر حول العالم، حيث ترى أصغر نازحة.. طفلة مولودة منذ ساعات؛ بدأت رحلة النزوح بصحبة أمها والعائلة فور ولادتها مباشرة، بدون حتى أن تتناول رضعتها الأولى.. فليس هناك وقت للراحة من آلام الولادة لالتقاط الأنفاس.
ضحايا القصف الإسرائيلي
والجدير بالإشارة أن القصف الإسرائيلي بشكل مكثّف قطاع غزّة المحاصر، بدأ منذ 7 أكتوبر الماضي، كما قامت قوّاتها منذ 27 أكتوبر ببدء عملية برّية في شماله، وتعهدت إسرائيل منذ اليوم الأول للحرب بـ"سحق" حماس.
ويذكر أن أكثر من 11,078 فلسطيني قد استشهدوا في قطاع غزة، بينهم أكثر من 4506 أطفال أي ما يشكل أكثر من 40% من عدد الشهداء، وفقاً لما ذكرته آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة، فيما تم تشريد آلاف العائلات وأصبحوا بلا مأوى، بعد هدم منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي على غزة، حيث تسبب القصف الغاسم في هدم الكثير من المباني السكنية وسواها بالأرض ومحا عائلات فلسطينية بأكملها من الوجود.