تستمر الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة المحاصر، حيث تدخل إلى يومها الـ43، وبدوره كشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لوكالة "أنباء العالم العربي" إن هناك عشرات الآلاف من المصابين بالتهابات رئوية وهضمية في القطاع، محذرا من أثر طويل المدى لانهيار المنظومة الصحية.
انهيار المنظومة الصحية
وفي هذا الإطار، لفت "أحمد المنظري"، مساء أمس الجمعة، إلى أن إسرائيل تمنع عن قطاع غزة الكهرباء والماء والوقود منذ 43 يوما أكثر من 60 ألف مصاب بالتهابات رئوية، علاوة على أكثر من 35 ألف حالة مصابة بالتهابات الجهاز الهضمي والإسهال، خاصة بين الأطفال والحوامل.
وأردف "المنظري"، أن هناك أيضا حوالي 16 ألف حالة مصابة بالجرب والالتهابات الجلدية، فضلاً عن وجود حوالي 450 ألف شخص من سكان غزة مصابين بأمراض نفسية "متوسطة وشديدة الحدة سواء اكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق، وكذلك مصابين انفصام الشخصية".
الوضع الصحي في حالة مزرية
وأكد "المنظري"، إن "الوضع الصحي العام في القطاع في حالة مزرية.. ليس فقط على مستوى المؤسسات الصحية"، لافتاً إلى نزوح 1.7 مليون شخص من سكان غزة إلى الجنوب.
واستطرد: "خمس مقومات حياتية أساسية مفقودة في غزة من أصل ستة هي، الماء، والغذاء، والدواء، وكذلك العمل وأماكن الإيواء. لم يتبق لهم سوى الهواء.. وهذا أمر في غاية القلق".
دخول المساعدات بطيء جدا
وفي السياق ذاته، شدد "المنظري"، على أن دخول المساعدات إلى غزة "بطيء جدا"، قائلا: "قبل هذا العدوان كانت تدخل 500 شاحنة محملة بمختلف أنواع المساعدات كل يوم.. الآن بعد ستة أسابيع من الاعتداء دخلت ما يقارب من 1130 شاحنة منها 220 شاحنة محملة بمستلزمات طبية".
وتابع "المنظري"، أن "نصيب منظمة الصحة العالمية من هذه الشاحنات 16 شاحنة تقريبا محملة بحوالي 70 طنا من المستلزمات الطبية والأجهزة والمعدات، والأدوية، والأدوات الجراحية، وأدوات التعامل مع الحالات الطارئة في الميدان، لكن للأسف هذه قطرة في محيط لا تلبي أبدا الاحتياجات، لاسيما مع زيادة أعداد الجرحى إلى ما فوق الـ30 ألف جريح".
مقترحات لنقل الأطفال الخدج
وإلى ذلك، رئيس ءالمنظري إلى وجود عدة مقترحات لنقل الأطفال الخدج الذين لم تعد تتوفر لهم حضانات في مستشفيات غزة المنهارة كان بينها نقلهم إلى مصر في سيارات إسعاف مجهزة، إلا أنه "للأسف بسبب تعقيد الإجراءات لا يمكن لسيارات الإسعاف المصرية الدخول إلى القطاع وعلى إسرائيل توفير ما يلزم لضمان حماية الأرواح في المستشفيات أو توفير النقل الآمن لهم ليصلوا إلى مستشفى بديل".
توقف برنامج التقصي الوبائي
وتابع: "الخطورة الأساسية في قطاع غزة في الوقت الحالي، تكمن في توقف برنامج التقصي الوبائي والترصد والذي كان من أفضل الأنظمة إلا أنه مع الأسف بسبب تدمير البنى التحتية واستشهاد وتشريد العاملين الصحيين. توقف هذا النظام".
وشدد "المنظري"، على ان توقف هذا النظام يسمح بتفشي الأمراض المعدية بين أفراد المجتمع، علاوة على تفشي الأمراض المنقولة بالبعوض على سبيل المثال، مثل الملاريا أو الحمى النزفية أو الحمى الصفراء، فضلاً عن الأمراض المنقولة عن طريق المياه الملوثة، كالكوليرا والتهاب الكبد الوبائي".