تنتهي الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة حماس صباح الخميس، وتجري محادثات لتمديدها مرة أخرى، ومع ذلك، فإن الأمل في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار ضعيف في الوقت الحالي بسبب خلافات حول صفقة الأسرى وذكريات تل أبيب بشأن "صفقة شاليط".
ونقلت القناة العبرية الـ 12 عن مصدر سياسي إسرائيلي، أن تل أبيب ترفض صفقة "الكل مقابل الكل" التي عرضتها حماس سابقًا.
استمرار الحرب
وتشير التقارير إلى أن هذه الصفقة، التي تتضمن إطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين والأجانب لدى حماس مقابل إطلاق كافة الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، ليست ضمن أولويات الحكومة حاليًا.
وأضافت القناة أن مسؤولين في الحكومة يصرون على أن الحرب لن تتوقف إلا بعد تحقيق هدف تدمير القدرات العسكرية لحماس، ويرون أن تحقيق هذا الهدف يعد هدفًا مستقلا بجانب تحقيق إطلاق كافة الرهائن.
وفي الوقت نفسه، هناك احتمالية لتمديد الهدنة الحالية التي بدأت يوم الجمعة الماضية وتستمر حتى صباح الخميس لعدة أيام أخرى.
وشارك مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ورئيس الموساد الإسرائيلي ورئيس المخابرات المصرية بالإضافة إلى مسؤولين قطريين كبار في مباحثات في الدوحة، لمناقشة الهدنة ووقف إطلاق النار.
مبادرة "الكل مقابل الكل"
يتوقع المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، أن الحكومة لن توافق على مبادرة "الكل مقابل الكل" بسبب الضغوط من الأحزاب اليمينية المتحالفة مع نتنياهو ومن وزير الأمن القومي ووزير المالية الذين يرغبون في مواصلة الحرب.
وأضاف غانور، أن الأجهزة الأمنية لديها أيضًا تحفظات على هذه الصفقة، خاصة بعد تعلم الدروس من صفقة تبادل الأسرى التي تمت في عام 2011 وشملت إطلاق سراح جندي إسرائيلي مقابل أسرى فلسطينيين، بما في ذلك يحيى السنوار الذي كان يخطط لهجوم.
ومن المتوقع أن يستأنف الأطراف المعنية المحادثات لبحث تمديد الهدنة والوصول إلى اتفاق يلبي مطالب الجانبين، إلا أنه من الصعب تحديد النتائج المحتملة بدقة في الوقت الحالي، حيث تعتمد على عدة عوامل وتطورات سياسية وأمنية.
ويركز الجانب الإسرائيلي على تحقيق هدفه في تدمير قدرات حماس العسكرية والحد من التهديدات الأمنية المستقبلية، زبالنسبة للحكومة الإسرائيلية، قد يكون تحقيق هذا الهدف أولوية أكبر من صفقة الأسرى في الوقت الحالي.
من جانب آخر، تسعى حماس إلى تحقيق مكاسب سياسية وإنسانية للفلسطينيين، بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وقد تستمر المفاوضات لتحقيق توازن بين المصالح المتناقضة والمطالب المتباينة للجانبين.
اتفاق مقبول للجانبين
على المستوى الدولي، يشارك مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر في محادثات بغية التوصل إلى تسوية، ويمكن أن تلعب هذه الدول دورًا هامًا في تسهيل التفاهمات وتعزيز فرص التوصل إلى اتفاق مقبول للجانبين.
مع استمرار المفاوضات، قد يكون هناك إمكانية لتمديد الهدنة الحالية لفترة إضافية حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، لكن يجب أن نتوقع استمرار التوترات وعدم اليقين في المنطقة حتى يتم التوصل إلى تسوية شاملة للصراع.