صرحت مصادر مصرية وإقليمية أن تل أبيب أبلغت العديد من الدول العربية برغبتها في إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة لصد أي هجمات مستقبلية عليها في إطار مقترحات حول القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
وضع غزة بعد الحرب
وكشفت "مصادر إقليمية"، أن إسرائيل أبلغت جارتيها مصر والأردن، إلى جانب دول عربية أخرى، علاوة على تركيا، بهذه الفكرة.
ولا تعد المبادرة دليلاً على اقتراب نهاية الحرب الإسرائيلية التي استؤنفت أمس الجمعة بعد هدنة دامت لـ 7 أيام، إلا أنها تظهر أن إسرائيل تتواصل مع دول أخرى غير الوسطاء العرب المعروفين، مثل مصر أو قطر، في سعيها لتحديد الوضع في غزة في فترة ما بعد الحرب.
ولم تعلن أي دولة عربية عن جاهزيتها لإدارة غزة في المستقبل واستنكر معظمها بشدة الهجوم الإسرائيلي على القطاع، الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألفا ودمر مساحات واسعة من المناطق الحضرية في القطاع.
خطة من 3 مستويات
وفي هذا الإطار، أكد مسؤول أمني إقليمي كبير، وهو أحد المصادر الثلاثة التي طلبت عدم الكشف عن جنسياتها، إن "تل أبيب تريد إقامة هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل شمالا إلى الجنوب لمنع أي تسلل أو هجوم عليها من جانب حماس أو أي مسلحين آخرين".
وفيما يتعلق بفكرة إقامة منطقة عازلة، أوضح مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية، "أوفير فولك"، في تصريحات لوكالة "رويترز": "الخطة تحمل تفاصيل أكثر من ذلك. إنها تقوم على عملية من 3 مستويات لليوم التالي للقضاء على حماس".
وأردف فولك"، إن المستويات الثلاثة تشمل تدمير حماس ونزع سلاح غزة والقضاء على التطرف في القطاع.
وتابع مستشار "نتنياهو": "المنطقة العازلة قد تكون جزءا من عملية نزع السلاح"، ورفض تقديم تفاصيل عندما سئل عما إذا كانت هذه الخطط قد أثيرت مع شركاء دوليين، منهم دول عربية.
والجدير بالإشارة أن الدول العربية ترفض هدف تل أبيب المتمثل في تدمير حماس ووصفته بأنه مستحيل قائلة إن الحركة الفلسطينية أكثر من مجرد قوة مسلحة يمكن هزيمتها.
تهجير الفلسطينيين من غزة
ومن جانبه، لف مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن تل أبيب "طرحت" فكرة المنطقة العازلة دون أن يحدد الجهة التي طرحتها عليها، إلا أن المسؤول أكد مرة أخرى معارضة أمريكا لأي خطة من شأنها تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية.
وتزداد مخاوف كلًا من الأردن ومصر ودول عربية أخرى، من طرد إسرائيل للفلسطينيين من غزة في تكرار لمصادرة الأراضي من الفلسطينيين عند إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، أما عن الحكومة الإسرائيلية فتنفي أي هدف من هذا القبيل.
وبدوره، شدد "مصدر أمني" إسرائيلي كبير، على إن فكرة المنطقة العازلة "تجري دراستها"، مشيراً إلى أن"ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمقها (المنطقة العازلة) وما إذا كانت قد تصل إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين أو مئات الأمتار (داخل غزة)".
ويشار إلى أن أي توغل في قطاع غزة الذي يبلغ طوله نحو 40 كيلومترا ويتراوح عرضه بين 5 كيلومترات و12 كيلومترا، من شأنه أن يتسبب في محاصرة سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في منطقة أصغر.
ويذكر أن كلاً من مصر وقطر تقزد محادثات الوساطة مع تل أبيب التي تركز على الإفراج عن الأسرى لدى حركة حماس مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.