منذ بداية الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة قبل نحو شهرين، ومع دخولها المرحلة الثانية، يتساءل الكثيرين عن مستقبل القطاع بعد الحرب، في ظل تضارب في الآراء بين الحليفين؛ تل أبيب وواشنطن حول من سيتولى الحكم في القطاع بعد حماس.
تولي السلطة الفلسطينية الحكم
ووفقاً لما ذكرته صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، فأن الإدارة الأميركية تؤكد أن هناك حاجة إلى قوة دولية، وتولّي السلطة الفلسطينية الحكم على المدى الطويل، وهو ما لا يسمح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يستبعد أي دور مستقبلي للسلطة في القطاع، ويتمسّك بإقامة منطقة عازلة في شمال القطاع.
ماذا ينتظر قطاع غزة؟ من يقرر مصيره؟
وفي هذا الإطار، أكد "جهاد حرب"، الكاتب والباحث السياسي، إن السلطة الفلسطينية والفلسطينيون القادرون على تقرير مصيرهم في قطاع غزة والضفة الغربية.
- وأردف "حرب'، أن مشروع "نتنياهو" الرئيسي هو إضعاف السلطة الفلسطينية وتقوية الانقسام الفلسطيني والإبقاء على الاحتلال الإسرائيلي.
- يجب وجود اتفاق فلسطيني داخلي بعد الحرب.
- من الضروري عودة الحياة في قطاع غزة وبناء المؤسسات الإدارية بالقطاع من جديد قبل إجراء الانتخابات لهيئة سياسية جديدة تمثل الشعب الفلسطيني.
- هدف "نتنياهو" منذ توليه المنصب هو وجود سلطة ضعيفة منزوعة السلاح في المنطقة.
- ارتفاع شعبية حركة في القطاع في ظل التحركات العسكرية الاسرائيلية الراهنة.
الحرب على غزة ستنهي حياة نتنياهو
وفي السياق ذاته، لفت "سمير غطاس"، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والأمن القومي، إلى أن من الصعب أن يكون هناك وجود لبنيامين نتنياهو فيما يطلق عليه اسم "اليوم الثاني بعد الحرب"، مضيفاً أن نهاية الحرب على غزة ستنهي حياة نتنياهو السياسية، لاسيما بعد المحاكمات المتعددة التي يواجهها ورفض الشارع القومي الإسرائيلي له.
كما نوه "غطاس" في حديثه إلى:
- تراجع مكانة تل أبيب ضمن القرارات الأميركية.
- لا يمكن لأي قوة عالمية ستتولى الحكم بعد الحرب أن تنجح دون الاعتماد على العامل الفلسطيني.
- كل السيناريوهات الموجودة على الساحة السياسية بشأن مستقبل غزة لا يمكن النظر فيها وتحديدها إلا بعد انتهاء الحرب.
- من الضروري إعادة هندسة داخلية للسلطة الفلسطينية.
- ليس هناك أي مكان لسلطة متجددة كما دعا إليها الرئيس الأميركي جو بايدن، خصوصاً في ظل التواجد تحت الاحتلال.
- يجب إنهاء الاحتلال للحديث عن سلطة جديدة تليق بالشعب الفلسطيني.
- أمريكا تعمل على إعاقة التمدد الصيني في منطقة الشرق الأوسط.
- واشنطن بحاجة إلى دول عربية فاعلة كمصر والأردن لتحقيق التصورات المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط.
إسرائيل غير مستعدة لتحديد مستقبل غزة
وبدوره، قال "عنان وهبي"، الباحث في قضايا الأمن القومي الإسرائيلي:
- تل أبيب مصممة أن تكون هذه العمليات العسكرية الأخيرة.
- عدم استعداد وجاهزية إسرائيل قبل الحرب يعيق توقعها لتحديد مستقبل آخر لغزة بعد الحرب.
- دولة الاحتلال غير قادرة على تسليم أمنها القومي بيد قوى دولية.
- ضرورة سيطرة تل أبيب على القطاع في المرحلة الأولى عبر ضبط الحدود وإعادة بناء الجدار الفاصل.
- الإسرائيليين الآن منقسمون حول رؤى سياسية مختلفة ومتحدون حول الأمن القومي الإسرائيلي.
- ارتباط السياسات الإقليمية والمحلية ببعضها البعض وتأثيرها على الساحة السياسية ينعكس على ما يحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط.
- يجب وجود حكم تقدمي ليبرالي يحكم غزة لتكون سنغافورة الشرق الأوسط.