بعد مشهد الأسرى عراة.. ماذا ينتظر إسرائيل في القانون الدولي؟

الأسرى العراة
الأسرى العراة

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإضافة العديد من الانتهاكات إلى سجله الحرب الراهنة على قطاع غزة، تصوير أسرى فلسطينيين وهم "شبه عراة" مجردين من ملابسهم، في مشهد قد يُحمل إسرائيل مسؤولية قانونية دولية، بحسب ما ذكره خبير قانوني.

ومن جانبها، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الجمعة، عن "قلقها إزاء تلك الصور"، محذرة في بيان لها، بضرورة معاملة كافة المعتقلين بإنسانية وكرامة، بحسب القانون الإنساني الدولي.

تبرير إسرائيل 

فيما حاولت تل أبيب تبرير تلك الاعتقالات، من خلال اتهام عدد من الموقوفين بالانتماء لحركة حماس. 

حيث كشف "إيلون ليفي"، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أمس الجمعة، إن القوات الإسرائيلية اعتقلت "رجالاً في سن الخدمة العسكرية في جباليا والشجاعية، وهي مناطق في شمال غزة كان من المفترض أن يخليها المدنيون"، مضيفاً إنه "سيتم استجوابهم وتحديد من ينتمي بالفعل لحماس".

وعلى الرغم من ذلك، انتقدت منظمات إنسانية هذا التصرف الإسرائيلي المخالف للقوانين الدولية، فكيف ينظر القانون الدولي لما حدث؟

الأسرى في القانون الدولي

images (17).jpeg
 

ووفقاً لما جاء في المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يحظر إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطَّة بالكرامة.

كما حددت المادة السابعة من الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية "عدم السماح بإخضاع أحد للتعذيب وللمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة".

وفي هذا الإطار، أضاف الدكتور "أيمن سلامة"، خبير القانون الدولي، على ما سبق، أن اتفاقية "جنيف الثالثة" لمعاملة أسرى الحرب والمعتقلين الصادرة عام 1949، لا تسمح بأن تقوم الدولة التي تأسرهم إذا كان من شأن ذلك التصوير أن "يحط من قدرهم واعتبارهم، ويمس شرفهم وكرامتهم ،ويهينهم بصورة مذلة".

التصوير لأغراض دعائية 

وأردف "سلامة"، وهو أحد المشاركين في تحديثات اللجنة الدولية للصليب الأحمر بخصوص أسرى الحرب، أن بعض الدول تصور الأسرى لـ"أغراض دعائية"، مثل إذلالهم وتشويه سمعتهم باعتبار أنهم استسلموا ولم يستمروا في القتال، وقد يكون بغرض "ابتزازهم"، للحصول على معلومات.

والجدير بالذكر أن "تصوير الأسرى" في حد ذاته يشكل نوعا من "التعذيب النفسي" على حد تعبير "سلامة"، مشيراً إلى أنه بتحول البعض إلى "أسرى حرب"، فإنهم يعتبروا "جماعة بشرية ضعيفة معرضة للأخطار"، مثلهم كمثل النساء والأطفال واللاجئين خلال النزاعات المسلحة، بحسب القانون الدولي الإنساني الذي أفرد لـ"أسرى الحرب" قوانين للحماية.

سكاي نيوز