البوابة 24

البوابة 24

إلى سليم النفّار الضاحك في منفاه الأخير

بقلم عمر حمش

كم جلجلتَ السماء، ولكم فلقتها بضحكتك المعتّقة، وصدّعت كل ركنٍ ، وتركت فيه حدا مقهقها، سيجارتك الحاذقة الآن تأتيك، ويروح من شفتيك السحاب، ليخترق الصدوع، ثمّ يعود، يهطل عليّ دما قانيا. أيّها المغدور مثلي: ولكم تعجلت بآخر قهقهة، وبصقتَ على زيف أرضنا، لتستريح. غرفة ضيوفي يا عزيزي في بيتي المهدوم، تذكرني، وتذكرك، وأنا بين الديار، متنقّلٌ من منفى إلى منفي؛ يرنّح القصفُ أثقالي، وأراك فوقي، تقصف القصف بالضحك المبجل، ويا لجنون الضحك، إن في زمن صفا تخيلناه، أو إذ غادرتَ، فأطلقته إليّ من هناك، وأنا عليك رددته، لنسابق به الحرب الضروس، على هذه الأرض المتدحرجة..

البوابة 24