بقلم: سعدات عمر*
أيتها الأرض العربية لا تكوني ساحات يدب بها الزمن الإسرائيلي يمتص شرف الأمة العربية بفمه القاتل الذي يذبح ويُبيد شعبنا العربي الفلسطيني ويُصادر أطلال الماضي ليقضي على آخر أمل بقتل المُروءة العربية ويجعل من الكوندورزية اللاأخلاقية هي المرحلة السائدة. أيتها الأرض العربية لا تكوني أمواج زمن صاخب أخرس كي لا يلسعكٍ لما يحدث في غزة من حالات الموات. بل أوهبي عنفوانكٍ لأروع شيء في ثقافتنا النضالية في سبيل تحرير إنسانيتنا لٍتئول بنا إلى تحريري وأرضنا المُغتصبة عن قناعة مٍنكٍ لكي لا يزيد شعوري معها بندم مُعذٍّب. أيتها الأرض العربية إن جمال عروبتكٍ قيمة عظيمة وَحُبُّ هذا الجمال قيمته أعظم فكيف إذا كان الجمال عٍشق أرض فلسطين التي هي بوابة السماء تَوَحُّداً بين الشهادة والدم تتزين به بشفافية خاصة تُلَوٍّنُ مسافات البُعد الديمغرافي العربي بأشعة شمس الحرية لٍتَتَوَسَّدَ صخرة المعراج وتتقدم بالمعرفة الإنسانية إلى حقائق تُعادل أوضح صياغة وأعمق مضمون لٍمعايير أخلاقية مُتفاوتة إلى حد هائل من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان لٍيَشُقَّ العقل العربي من جديد طريقه لٍتبديد الالتباسات وصولاً إلى الحقيقة في أرضية شرايين الحقيقة نفسها للمُحافظة على صٍدقٍ وحقيقة الإنعكاس عن الواقع سواء أكان انعكاساً للطبيعة ما بين المحيط الأطلسي والخليج العررربي وما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط أو انعكاساً للمشاعر والوجدان أم انعكاساً للفكر القومي العربي من خلال الصياغة الفنية. فما الجميل والقبيح، والضُحكُ والمأساة، والشريف والعميل، والقوي بإيمانه والمُستهتر إلا انعكاساً لهذه العلاقات. أيتها الأرض العربية إن كل الإدارات الحاكمة المُتعاقبة في إسرائيل الغاصبة القاتلة، وأميركا الظالمة نفسها والعالم، وبريطانيا الوقحة مَصَّاصة الدماء أولى ناهبة لخيرات الأرض العربية، ومُقطٍّعة أوصال الجسد العربي صاحبة الوعد المشؤوم، وفرنسا الساقطة التي يحكمها الصهيوني ماكرون ورئيس وزرائه المٍثلي الذي أتخذ من وزير خارجيته زوجة له أصحاب الكذب والخديعة والمُراوغة، وقتل الملايين من بنيكٍ، ونحن نتألم صادقين. أيتها الأرض العربية يأتٍ القُبحُ في هذه الأيام من الصدق إلى الكذب من الجمال الأوروبي-الأميركي المُزيَّف إلى نقيضه. فنغرق لٍنتطهَّر ونستمد القوة ونحيا بالكذب الصادق من جهة أخرى. فالأخلاق تظهر في الحقيقة الجمالية التي هي نُظُم أخلاقية تحكم السواد العام. فمن يمنح إدخالنا الجنة ومن يمنح إدخالنا النار والأمة العررربية ضلَّت الطريق ما بين الجنة والنار. فالنظر إلى خريطة فلسطين ومنها أرضي أنا غزة نجد أشلاء ورائحة العفن. أيتها الأرض العربية وضعنا نُصب أعيننا العدالة، والعدالة، والعدالة، والوحدة الوطنية الفلسطينية لأهداف ينبغي الوصول إليها رغم المجازر والمذابح والدمار والجدار العنصري من أنظمة عربية قبل إسرائيل ونغرق الآن في بحر الدماء، والتمسك الأرعن بالانقسام. فاذا وُجٍدَ العربي كعربي على أديمكٍ فإن وُجُوده أقرب إلى العدم.
*كاتب سياسي فلسطيني.
