بقلم: سعدات عمر*
لازم التفكير الامبريا-استعماري جدياً لإقامة منطقة نفوذ تقسم الوطن العربي لتكون رأس حربة لاستعماره والسيطرة على ثروته واختارت الديانة اليهودية لتكون رأس هذه الحربة وهكذا أوجدت الامبريالية البريطانية والفرنسية مع الإمبريالية الأمريكية الصاعدة الحاجة الاقتصادية مبرراً عقائدياً يدفعهم لاحتلال فلسطين وبالتالي نفهم وعد بلفور على أنه مؤشر ملموس على الوحدة الإمبريا-صهيونية تعتمد على أقلية شوفينية يهودية ليبقى تقديم هذه المعادلة الأساسية يتأجل مع التطور العكسي للروابط الماسونية وتطورها إلى محافل أوروبية-أمريكية-شرق أوسطية حتى استصدار قرار مدروس يكون بالمستطاع تقدير مواقع القوى المتصارعة دولياً. وبعد ذلك أليس لأمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني أن يسألا. يجهل الملوك والأمراء العرب السؤال ويرفضون مع الرؤساء إذا أطلقوا من بنادقهم أصواتهم وتابعوا نضالهم. كيف ينمو الكفاح المسلح في دروب فلسطين ولا كفاح ولا ثورة ينمو في حياة المعتمرين ولماذا يُقتل مئات الآلاف من شعبنا الفلسطيني بحقد دفين وهو مصلوب من رأسه حتى أخمص قدميه وقد تساوى حكام العرب وإسرائيل في ذبحه. فصلبوا القضية وربطوها بالأساطيل الأمريكية وأشعلوا فلسطين حرائق ومجازر ومذابح حتى الآذان في المساجد وحتى في قرع أجراس الكنائس. فعصب الحكام العرب عيونهم وساقوا أنفسهم كالبهائم إلى إسرائيل كي تكتمل إبادة شعبنا الفلسطيني ويكتمل تشتت الأمة العربية. في مواجهة هذا الوضع الخطير والخطير جداً الذي تمر فيه قضيتنا ووجودنا بالذات أليس يجب أن تبرز مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتطغى على كل ما يُطرح فبالوحدة الاستعمارية الامبريالية تم احتلال فلسطين والارض العربية من المحيط الى الخليج. ألا يجب أن تستحوذ مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية على الإهتمام لينعكس برنامجاً وحدوياً بشقيه السياسي والتنظيمي فليس جديداً وليس صعباً كان في غمرة النضال الوطني الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي ضد الاحتلال البريطاني ومن بعده الإحتلال الإسرائيلي الغاصب أن تتجلى وحدة النضال الوطني الفلسطيني بأعلى سيماتها في الشهادة. إن الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذه المرحلة ترتدي أهمية استثنائية إما أن نكون أو لا نكون.
*كاتب سياسي فلسطيني
