بقلم عيسى ابومياله
منذ عام 2000 وحكومات الاحتلال المتعاقبة تتهرب وتتنصل من كل الالتزامات والمعاهدات والاتفاقيات التي أبرمت مع منظمة التحرير الفلسطينية والتي تفضي بإقامة دوله فلسطينيه مستقله وعاصمتها القدس حسب اتفاقيات ومعاهدات مؤتمرات مدريد وأوسلو والتي وضعت من خلالها الخطوط العريضه للطرفان الفلسطيني والاسرائيلي وبرعاية امريكيه لتحقيق سلام بين الطرفين .
حيث قام الطرف الفلسطيني بتنفيذ كل ما هو مطلوب منه بما نصت عليها الاتفاقيات ومن خلال المفاوضات ، املا بالوصول إلى حل شامل ودائم لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني .
إلا أن الجانب الاسرائيلي وبعد انسحابه من المناطق التي صنفت ب A وتحولت لمناطق خاضعه للسلطه الوطنيه الفلسطينيه لم ينفذ أيا من باقي الاتفاقيات التي أبرمت وتم التوافق عليها ضمن جدول زمني للوصول للحل النهائي والذي تم الاتفاق عليه لمدة خمس سنوات حيث يستكمل الاحتلال انسحابه من كامل المناطق والأراضي التي احتلت في خمسه حزيران عام 1967 هذا حسب الاتفاقيات والمعاهدات الدوليه التي أبرمت بين الجانب الفلسطيني والجانب الاسرائيلي وبرعاية امريكيه .
تخلل ذلك الجولات المكوكيه لمبعوثي الاداره الامريكيه وغيرها
من الدول سواء غربيه أو عربيه في إطار التوصل إلى حل دائم وشامل .
إلا أن العقليه الصهيونيه المتغطرسه تنكرت للحق الفلسطيني وأخذت تتبع كعادتها سياسة التسويف والمماطله ونقض المعاهدات وضربت بعرض الحائط كل الاتفاقيات الموقعه واستمرت بمصادرة الاراضي وبناء المستوطنات والاجتياحات لمناطق السلطه الوطنيه الفلسطينيه والقتل والاعتقالات وهدم البيوت وتقطيع أواصل المدن والقرى وتقسيمها إلى كنتونات لتعيق حل اقامةالدوله الفلسطينيه المتفق عليه وأخذت تتنصل من كل التزاماتها وعبر تصريحات زعماء حكومة الاحتلال علانيه ليصبح واضحا بأن سياسة الاحتلال التنصل من كل ما يتعلق باتفاق أوسلو متبعه اساليب التضليل والافتراء والكذب لتتوجه لتنفيذ مخططها وحلمها الاستعماري الذي ينص على إقامة ما يسمى بدولة اسرائيل الكبرى والتي هيأت لها الظروف الإدارات الامريكيه المتعاقبة وحلفائها بكون أن اسرائيل هي مشروع استعماري لخدمة الغرب وتحقيق مصالح الدول الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط .
فجاء الربيع الغربي المفتعل لإضعاف الدول العربيه واشغالها بمشاكل داخليه أمنيه وحدوديه واقتصادية وبهدف الهيمنه على قرارها وثرواتها .
من ثم جاءت صفقة القرن لتمرير نفس المخطط المبيت الذي يستهدف القضيه الفلسطينيه بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام .
فقامت حكومة الاحتلال باتباع سياسة للضغط على السلطه الوطنيه الفلسطينيه واضعافها باتباع عدة وسائل منها الضغط من خلال الاداره الامريكيه على الدول المانحه لوقف تقديم الدعم للسلطه الوطنيه الفلسطينيه حتى لا تتمكن من الأيفاء بالتزاماتها وقرصنة أموال المقاصه التي تعود من الضرائب وهي حق للجانب الفلسطيني ووضع معيقات اقتصاديه والضغط على السلطه الوطنيه الفلسطينيه بعدم دفع رواتب للأسرى والجرحى والشهداء .
وبث الاشاعات وفبركة الاخبار التي تستهدف وحدة شعبنا ودعم وتعزيز الانقسام البغيض وتغذيته .
كل ذلك بهدف إضعاف السلطه الوطنيه الفلسطينيه وتقويضها .
إضافة إلى ذلك بث سياسة الفوضى والفلتان الأمني والاجتماعي داخل أوساط المجتمع الفلسطيني .
وفي هذه المرحله التي تقوم حكومة الاحتلال بارتكاب ابشع المجازر والإبادة الجماعيه بحق شعبنا في قطاع غزه تقوم أيضا بالمداهمات والاجتياحات اليوميه لمناطق الضفه الفلسطينيه والقدس وترتكب فيها المجازر والدمار الشامل للبنى التحتية وخاصه في المخيمات والاعتقالات العشوائيه والاغلاقات بين المدن والقرى والمخيمات ومصادرة الأراضي وطرد أصحابها وسرقة أغنامهم ومواشيهم وحرق ممتلكاتهم من خلال جيش الاحتلال قطعان المستوطنين الذي تم تسليحهم من حكومة الاحتلال ليعيثوا في الأرض فسادا .
واتباع سياسة دعم وتعزيز الفوضى والفلتان وتحريض الجماهير على قوات الأمن الفلسطيني وعلى السلطه الوطنيه الفلسطينيه واستفزاز الأمن الفلسطيني لاستدراجه للمواجهة لتحقيق الهدف المبيت والذي يهدف إلى إنهاء كل ما جاء عبر اتفاق أوسلو
لإنهاء القضيه الفلسطينيه برمتها وإعادة تشكيل وترسيم خارطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع مصالح الدول الاستعمارية وحسب تطلعاتها لخدمة مصالحها وعلى رأسها أمريكا .
فيجب علينا جميعا كشعب فلسطيني بأن ندرك حجم المؤامره الدوليه التي تستهدف شعبنا وقضيته وان ننتبه جيدا بأن الفرقه والخلاف لا يخدم الا مصالح العدو .فعلينا جميعا مسؤوليه وطنيه ودينيه وأخلاقيه أن نقف صفا واحدا في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقيادته وان تكون الوحده الوطنيه والاجتماعيه شعارنا قولا وعملا وان نقف سدا منيعا في وجه من يحاول العبث بنسيجنا الوطني والاجتماعي والمستهدف من الاحتلال بكل مكوناته وألوانه السياسيه .
عاشت فلسطين حره أبيه
عاشت وحدة شعبنا في مواجهة مخططات أعداء شعبنا .
المجد والخلود والرحمه لشهداء شعبنا والشفاء للجرحى والحريه للأسرى والعزة والنصر والثبات لشعبنا في قطاع غزه وفي كافة أرجاء فلسطين .
