كشفت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية، الثلاثاء، عن اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة أممية، يسمح بإشراف عناصر من الشرطة في غزة على دخول المساعدات إلى غزة، لكن بشروط.
تفاصيل الاتفاق
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولون في واشنطن والقاهرة ناقشوا حلاً محتملاً لهذه القضية، حيث سيعمل أفراد الشرطة دون الزي الرسمي، فيما سيكتفي أفراد الشرطة بحمل الهراوات، مقابل وعد بأن الجيش الإسرائيلي لن يلحق بهم أي ضرر.
في حين ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن حماس وإسرائيل لم يوافقا على هذا المقترح.
ونقل موقع "عربي بوست" عن مصادر فلسطينية تأكيدها أنه تم فعلاً الاتفاق على المقترح الذي توسط فيه المبعوث الأممي منسق الأونروا جيمي ماكغولدريك، المكلف بالمساعدات الإنسانية.
و أضاف المصدر أن حماس اشترطت الحصول على موافقة مكتوبة من المسؤولين الاسرائيليين تؤكد أنهم لن يتعرضوا لعناصر الشرطة في قطاع غزة أثناء تأمينهم دخول المساعدات إلى غزة، وهو ما تم فعلاً، حيث أرسلت وزارة الجيش وثيقة رسمية بشأن ذلك.
جدير بالذكر أنه بعد سلسلة من الاغتيالات ضد ضباط الشرطة في قطاع غزة، وخاصة في رفح، تخلى العديد من رجال الشرطة عن مهمتهم على جانب غزة من معبر كرم أبو سالم، ولا يقومون بتأمين دخول المساعدات إلى غزة.
كما قال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة جيمي ماكغولدريك: "تم إطلاق النار على السائقين، وهوجموا بالفؤوس والسكاكين، وتم تحطيم نوافذهم". وقال مسؤولون إنسانيون إن الشرطة توقفت أيضاً عن تأمين قوافل المساعدات.
من جهته، قال ديفيد سترافيلد، المبعوث الخاص لإدارة بايدن للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة: "مع رحيل مرافقة الشرطة، سيكون من المستحيل تقريباً على الأمم المتحدة أو أي شخص آخر إيصال المساعدات إلى غزة بسبب العصابات الإجرامية".
وأضاف أن هذا يغذي حلقة مفرغة تعزز النشاط الإجرامي في القطاع.
ووفقاً لمبعوث بايدن، استشهد مؤخراً ما لا يقل عن 9 من ضباط الشرطة في قطاع غزة الذين شاركوا في حماية القوافل ودخول المساعدات إلى غزة، بما في ذلك قائد كبير.
كما قال ماكغولدريك: "العديد من هذه الشاحنات، حتى قبل أن تصل إلى 200 متر، يتم إيقافها بواسطة السيارات، ثم تتم مهاجمتها وسرقتها".
وأضاف: إذا حالفنا الحظ فإن بعض الشحنات تصل إلى وجهتها في المستودعات.
منع دخول المساعدات إلى غزة
الأسبوع الماضي، قال مدير الإعلام الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن سكان القطاع دخلوا مرحلة المجاعة، حيث إنه منذ 10 أيام وحتى الآن لم تدخل إلى كل القطاع سوى 9 شاحنات مساعدات، بينما تحذر منظمات من أن تتسبب المجاعة في قطاع غزة بوفيات.
وأشار إلى أن 700 ألف شخص على الأقل يعانون مجاعةً قد تؤدي إلى وفاتهم، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع إيصال المساعدات إلى كل مناطق القطاع، خاصةً في الشمال، الذي يعيش وضعاً مأساوياً.
حيث أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الثلاثاء 20 فبراير، أن إسرائيل لم تسمح بأكثر من نصف المساعدات المقررة هذا العام إلى شمالي قطاع غزة. وفق ما جاء في منشور عبر حسابها على منصة "إكس"، حول منع أنشطة الإغاثة لقطاع غزة المحاصر من قِبل إسرائيل.
كما قالت المنظمة: "السلطات الإسرائيلية منعت منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن 51% من المهمات التي خططت لها الأونروا وشركاؤها في المجال الإنساني، لتقديم المساعدات وإجراء التقييمات لمناطق شمالي غزة".
فيما أكدت الأونروا أن المجاعة في قطاع غزة، وصلت إلى حالة حرجة للغاية. وفي 17 نوفمبر 2023، أعلنت الأونروا، أن السكان في شمال قطاع غزة أصبحوا على حافة المجاعة.
إذ تظاهر عشرات الفلسطينيين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مساء الثلاثاء، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع ودخول المساعدات إلى غزة.
كما قرع الفلسطينيون أواني وطناجر فارغة، في إشارة إلى شحّ الطعام والمياه في القطاع، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي وانتشار المجاعة في قطاع غزة.