البوابة 24

البوابة 24

محور المقاومة واليوم التالي للحرب

كتب السيد عبدالله امين رؤية من ثلاث صفحات بعنوان محور المقاومة واليوم التالي للحرب..بعد قراءة تصوره..على الرغم من وجود ملاحظات كثر، اتركها لمن يقرا تلك الرؤية، واكتفي بالملاحظات التالية:
اولا: هل كانت قوى محور المقاومة على قدر المسؤولية اثناء مجريات الحرب؟ يجيب نفس الكاتب على السؤال بتمنياته ان تكون قوى المحور على قدر المسؤولية..والتي لم تكن حيث مرت ايام عندما فكر حزب الله يشارك في الحرب بحذر كبير علما انه في خطاب السيد نصر الله وحزب الله يوم الجمعة الاولى، نفى نفيا قاطعا اي معرفة بما جرى يوم 7\10\2023. وهذا النفي سياسيا له مفهوم واضح. 
ثانيا: هل الحرب انتهت او هناك نية لهدنة بسيطة لخاطر شهر رمضان رغم ان غزة من شمالها الى جنوبها اصبحت كومة ردم من مخلفات الاسمنت، بعد تدمير 80% اي مايزيد عن 380 الف شقة سكنية من مباني قطاع غزة وغالبية المستشفيات وجميع الجامعات وغالبية المساجد والمدارس وتجريف للشوارع...ماذا سيكون اليوم التالي للحرب بعد مايزيد عن مائة ألف من الشهداء والجرحى، والكيان الاسرائيلي مستمر بارتكاب المجازر التي زادت عن 2675 مجزرة اشهرها مجزرة الطحين ولقمة العيش، لايزال يسعى لارجاع قطاع غزة صحراء كما كانت مع نكبة عام 1948م..إذن كيف ستكون رؤية قوى المحور؟! هل لديها الامكانية لإعادة اعمار غزة، ام سيستمر سكانها يعيشون في كربانات وخيام - اذا وجدت - فقط؟! ماذا تفكر قوى محور المقاومة التي خيبت آمال اهل قطاع غزة باستثاء بعض المواقف، في ما يجري في القطاع؟ ونذكر ويجب ان لاننسى انه لازالت بيوت ومصانع دمرت اثناء الحروب العدوانية السابقة لعدوان حرب اكتوبر2023 لازالت تنتظر اعادة اعمارها، وقوى المحور تدير قطاع غزة من سبعة عشر عاما؟!
ثالثا: ما هي مهمة اليوم التالي للحرب لدى محور المقاونة؟ ألم يتحكم ومن يتحكم في الحرب هم نفسهم الذين دمروا ويدمرون غزة بطائراتهم..استغرب من كاتب المقال الذي يتصور ان وقف الحرب على الابواب.. اعتقد وانا اقترح على كاتب الرؤية ان يفكر بنسج رؤية تسعى لتطوير مساندة قوى محور المقاومة قولا وفعلا لاهل قطاع غزة وليس التفكير في ان الحرب الجارية الآن هى واحدة من الحروب المستقبلية..هل سيبقي قطاع غزة بعد كل هذا الدمار، وسقوط الاعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى واليتامى واعداد المفقودين لازالودت تحت الردم، سيكونوا قادرين على الاستمرار في حروب قادمة وهم قد فقدوا "الاخضر واليابس" وما يزيد عن مائة الف من الابناء والنساء والشيوخ والرجال ولازال الموت ينقض على أهل القطاع...ولايمر يوم الا وترتكب  المجازر ويسقط العشرات وبعضها كمجزرة "كيس الطحين" سقط ما يزيد عن ستمائة ما بين شهيد وجريح ..ماذا قالت الورقة بالخصوص..طبعا لم تذكر شيئا.. لم يخطر على بال كاتبها ان يتناول ذلك فيها..
اختم واقول  ياحيف على مثل هذا التفكير..الذي لايعنيه اهل قطاع غزة ودمار قطاع غزة ولا زال يفكر فقط في كيف يطور من عمل محور المقاومة؟ وكيف سيكون موقف محور المقاومة في اليوم التالي لوقف الحرب؟...على اعتبار ان هناك الانتصار الجديد...إلى جانب الإنتصارات السابقة، دون الاخذ بعين الاعتبار معاناة اهل قطاع غزة، ومجاعة أهل شمال غزة وغزة على مدار خمسة شهور من العذاب والنزوح المتكرر... وفي النهاية ستنتهي الحرب... ويبقى الدمار...من سيعيد الاعمار؟...الله المستعان...

البوابة 24