البوابة 24

البوابة 24

امريكا ودولة الاحتلال يتحملان مسؤولية فشل جولة المفاوضات في القاهرة

بقلم: نعمان توفيق العابد

في ظل عدم ارسال حكومة العدو وفدها للتفاوض في القاهره بشأن الاتفاق على هدنه وتبادل للاسرى، فكانت تجري المفاوضات بين الوسطاء ووفد حركة حماس، والذي اضطر لمغادرة القاهرة اليوم للتشاور، وكأن المطلوب من هذه المفاوضات إقناع حركة حماس بتليين موقفها او التنازل عن بعض من مطالبها……

بداية كان المفترض الضغط على دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية لحضور وفد دولة الاحتلال للتفاوض ، لان عدم حضوره كانت رسائل للوسطاء بعدم جدية الحكومة الإسرائيلية بالتفاوض وكذلك اهانة للوسطاء، وكان المطلوب عدم اجراء هذه الجولة من التفاوض إلا باشتراط حضور الوفد الإسرائيلي….

الان ومع الإعلان عن انتهاء هذه الجوله بالفشل في تحقيق اختراق، وهذا كان متوقع في ظل عدم جدية حكومة نتنياهو للتفاوض ، وسواء اختلفنا او اتفقنا مع حركة حماس، فالواضح ان الحركة لا تتحمل أية مسؤولية عن فشل المفاوضات لان الاشتراطات الامريكية والاسرائيليه خلال هذه الجولة هي وصفه لإعلان الحركة لاستسلامها وعدم تحقيق أية مطالب كانت تطالب بها واهمها وقف هذا العدوان وادخال المساعدات وسحب القوات الإسرائيلية من داخل القطاع وتبادل للأسرى ، وهذا ما لا يمكن ان تقبله الحركة….

هذه الجولة أفشلتها اولا حكومة دولة الاحتلال وذلك بعدم ارسال وفدها للتفاوض ابتداء ومن خلال الشروط " المستحيله"، التي كانت تضعها لارسال وفدها ومن ثم إصرارها والولايات  المتحدة الأمريكية من خلفها على حصر التفاوض على تحقيق هدنه مؤقته للإفراج عن السجناء الاسرائيليين فقط مع ادخال مساعدات إنسانية بسيطة وتتم بطريقة لا تليق بحق شعبنا،  والذي من الواضح الان انه تشن عليه ثلاثة حروب دفعة واحدة، الحرب العسكرية الطاحنة ، وحرب التجويع والموت البطيء ، والان الفوضى العارمه من خلال عدم وجود جهة فاعله امميه كوكالة الانوروا والتي تم محاربتها مسبقا لهذا الهدف، والتي تستطيع استلام المساعدات الانسانية من خلال المعابر البرية الدولية وتوزعها بطريقة منظمه بحيث تشمل كافة مناطق قطاع غزه….

لذلك ما يحدث الان هو محاولة لإطالة أمد العدوان ومحاولة  لاعلان الشعب الفلسطيني استسلامه والقبول بما يعرض عليه من فتات، واذا ما تم ذلك، لا سمح الله،  فأن تحقيق خطة حكومة دولة الاحتلال بالسيطرة على قطاع غزه أمنيا وعسكريا وجعل القطاع غير صالح للاقامه عليه، ومواصلة تهويد والاستيلاء على الارض الفلسطينية في الضفة الغربية لانهاء امكانية تنفيذ حل الدولتين ستتحقق….

السؤال الجوهري الان في ظل كل هذه المعطيات ماذا نحن فاعلون!!! ام الاستمرار في سياسة التلاوم وتحميل المسؤولية لبعضنا البعض وترك الاحتلال ينفذ خططه!!!!
الوحده الوحده قبل فوات الاوان 

المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية والشؤون القانونية

البوابة 24