البوابة 24

البوابة 24

حتى لا يصيب قطاع غزة ما اصاب أرخبيل تشاجوس

بقلم نعمان توفيق العابد 

أرخبيل تشاجوس، كان يتبع اداريا لدولة موريشيوس ، وهو أرخبيل يطل على المحيط الهندي، وكان تحت الادارة البريطانية التي بدورها قامت بتأجيره لمدة طويلة لامريكا، التي كانت بحاجه لقاعده عسكرية في المنطقة للتدخل السريع عند الحاجة وكجزء من السيطرة على المنطقة في خدمة الصراع الدولي على مناطق النفوذ ….

المشكلة في تحقيق الهدف الامريكي بإنشاء قاعده عسكرية في " تشاجوس"، هو مقاومة ورفض مواطنيها، لذلك بدأ في التخطيط عن كيفية التخلص من هؤلاء، فبدأ الجيش البريطاني والامريكي خطه سريه لتطهير الأرض من ساكنيها، فبدأ استهداف مقومات الحياه في الأرخبيل ، حتى الكلاب تم حرقها امام المواطنين ومن اعترض منهم تم حرقه مع الكلاب، ومن ثم بدأ حرق وتدمير المنازل، وتجويع السكان المحليين وحرمانهم من مقومات الحياة قد خارت قوامهم واضطروا للرحيل عن وطنهم عبر السفن البريطانية، ومن ثم أقامت الولايات المتحدة الامريكية قاعدتها العسكرية العملاقة " دييجو جارسيا"، والتي انطلقت منها الطائرات الامريكية لاستهداف افغانستان والعراق فيما بعد، وبعد ظهور الحقيقة فيما بعد، بدأت عملية " تحسين صورة المحتل "، عبر تقديم مساعدات إنسانية لمن تبقى من السكّان الاصليين…..

ما ذكر أعلاه  نقلا عن كتاب " الحرية في المرة القادمة "، لمؤلفه " جون بلجر"، وصدرت الطبعه الاولى المترجمة للعربية من الكتاب  عام ٢٠٠٨، وقد وصف الكتاب الكاتب الأمريكي " نعوم تشومسكي "، بالقول " لقد كان هذا الكتاب بحق مناره تشاع أنوارها في الأحوال العصبية "…….

اقول…….
ما يحدث الان في قطاع غزه، عبر استغلال ما حدث بتاريخ السابع من اكتوبر لعام ٢٠٢٣، مطابق لما حدث في أرخبيل تشاجوس، فلا غرابه اذن مما يحدث ومما يخطط له، فلا يهم هؤلاء " الغرب"، إراقة الدماء في سبيل تحقيق اهدافهم، حتى لو أبادوا شعوب ودول، لذلك علينا ان نعي ما يخطط له جيدا، والتصدي لهذه الابادة الجماعية والتجويع الممنهج والفوضى واذلال شعبنا كجزء من سياسة هدفها إجباره على الرحيل عن وطنه، لقيام القواعد العسكرية والاقتصادية لاستنزاف خيراته،  والتصدي لن يكون من خلال توصيف الواقع والتحذير من تباعاته، بل من خلال خطط واضحة متفق عليها أساساها وحدة وطنية حقيقية واذا تعجز الفصائل الوطنية من تحقيقها فعلا الشعب البحث عن بدائل وافكار جديدة لتحقيق ذلك، لان الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية أهم من كل الفصائل والأحزاب والشخصيات، ومن يريد مصلحة الشعب فعليه التنازل من اجل تحقيق مصلحة الشعب والوطن…….

المحلل السياسي والباحث في الشؤون الدولية والقانونية 
جنين

البوابة 24