بقلم: ميسون كحيل
طالما نظرت للآخرين بعين واحدة واعتبرت ان البشر إخوة وان كل انسان يحمل في قلبه الطيبة والمحبة و حسن النية ولم اميز بين شخص وآخر. لكن الحياة اتضحت انها مدرسة فيها الناجح والفاشل والطيب والخبيث و السخي و الأناني وفيها ايضا الشخص المتميز باللامبالاة بما يحدث للآخرين!
في الشدائد والظروف الصعبة تتكشف معادن الناس وتظهر حقيقتها وستتعرف على صفات و سلوك كل من هم حولك ومن هم على صلة بك و حدود العلاقة وخفاياها. وقد تتفاجأ بشكل غريب فمن تعتقد انهم قريبون منك فهم قريبون ليس محبة فيك بل محبة لأنفسهم، ومن تراهم بعيدون عنك حقا فهم يضعون اسمك وشخصك في قائمة الاحترام والمحبة!
الحرب على غزة كشفت الكثير من الأمور التي تتعلق بنوعية الناس ووطنيتهم و حقيقة ارتباطهم بالوطن واختلفت المشاعر وكل حسب نظرته و اصبح لدينا فئات متعددة تم تصنيفها بناءً على اماكن تواجدها. ومنهم للأسف من ينتظر الموت ومنهم من ينتظر موت الاخرين تحت شعارات الصمود والنصر. ومختصر الكلام حدثتني صديقة انها تمر بظروف قاسية جدا بعد ان فقدت والدها وأخيها الوحيد في الحرب ومرض والدتها وعدم وجود معيل لها ولأخواتها الصغار ولا تمتلك المال لشراء ما يسد الرمق وتستغرب ان كثير ممن حولها من الأصدقاء والأقرباء كأن الأمر لا يعنيهم وان الاقرباء والأصدقاء في الخارج يطلبون منهم الصمود والصبر فليس لديهم اكثر من ذلك واستمرار حلمهم و كابوس الناس في النصر المبين الوهمي دون ان يفكروا ولو بلحظة من اجل مساعدتها ومساعدة أخواتها. ورغم انني اعرف الإجابة إلا انني سألتها لماذا لا تطلبين منهم المساعدة وبصورة فورية قالت مستحيل هؤلاء لا يعلمون اننا نخسر كل شيء في هذه الحرب إلا الكرامة و عزة النفس. إنها صادقة وانا كنت اعلم انها حتى لو طلبت المساعدة فإن الجواب سيكون من طرفهم ما في مجال!!!
كاتم الصوت: عائلة تفتح بيتها وقلبها بلا حدود، عملة نادرة في هذا الوقت.
كلام في سرك: هناك منهم من يعيش في ترف ويطلب من اهل غزة الصمود، ويفرح عندما يطلب احدهم منه المساعدة ولكن الاجابة نفسها ما في مجال!! مرضى.
رسالة: يجلسون في الشاليهات للإستجمام وفي عدد من العواصم الأوروبية والعربية وفي اخر النهار يحاولون سماع الاخبار، و كلما ارتفع عداد الشهداء، فرحوا بصمود الشعب. احتفظ بالأسماء.