الصفقة الميتة والمفاوضات العقيمة لن تغير شيئا على الأرض حيث يعمل الجيش الإسرائيلي في هذا الوقت على تنظيف شمال القطاع واجزاء من وسطه الشمالي لبسط السيطرة العسكرية الكاملة على هذه المناطق وعزلها بشكل كلي عن القطاع . يكون مستقبلها ومستقبل أهلها مرهون بالتطورات اللاحقة للحرب.
تتظيم وسط القطاع ومدنه ومخيماته
لا شك ان اسرائيل الأن تحاول تفريغ هذه المنطقة من أهلها بالقدر الممكن وستعمل على حصر من تبقى ومن ستسمح له في العودة بعد اتمام الخطة التي ستسهدف كل اسم لدى الإسرائيليين له علاقة بحماس والجهاد.
تقليص الجبهات
في الأيام القادمة سيتم حسم المناطق من تواجد أي عناصر للمقاومة في منطقة الشمال بالكامل واجزاء من منطقة الوسط الشمالي وسيتم نشر الجيش في هذه المناطق بطريقة اكثر كثافة وسيتم الحاق اعداد اكبر من الجيش الاسرائيلي وبدعم لوجيستي كبير.
المفاوضات وتقدمها والصفقة وتنفيذها
كل ما يحدث الان لن يكون لصالح المقاومة ودقة وحقيقة ما يجري في المفاوضات يجهله الناس و يتكهنه المحللين الذين فقدوا القدرة على التحليل أو انهم يعشقون أفلام هوليود الخيالية. لن يتراجع نتنياهو عن تحقيق الاهداف التي اعلنها من بداية الحرب. وكل ما يشاع على انه اصبح ضعيفا وانه يواجه مشكلة كبيرة في اسرائيل هي بالحقيقة قوة له وليس ضعف. والمفاوضات مع الوسطاء تحايل منه لكسب الوقت واتمام السيطرة بالكامل على منطقة الشمال و اجزاء كبيرة من وسط القطاع. والصفقة هو من يضع بنودها وفي حال تم الإتفاق على الجزء الاكبر من هذه البنود فإنه سيوقف اطلاق النار تنفيذا لهذه البنود وتحضيرا للبنود اللاحقة من خلال العودة الى الحرب مجددا.
عزل اجزاء من وسط الجنوب وجنوب القطاع
بعد الإنتهاء من التحكم في شمال القطاع واجزاء من وسطه الشمالي والتأكد من عدم وجود اي عناصر للمقاومة في هذه المناطق فإن عزل الجنوب بالكامل يكون هو الهدف الرئيسي لتحديد المناطق الجنوبية التي سيتم استهدافها عسكريا وحصر الحرب في هذه المناطق والتحكم بمسار المواجهات العسكرية التي سستكون بطريقة مختلفة عن السابق بحيث ستعتمد بداية على الإستهدافات الجوية و الاستهداف المدفعي والعمل الاستخباراتي . والاجتياحات ستكون مدروسة بحيث لا يستقر الجيش في اي منطقة الا بعد تأمين مساحة واسعة تشمل اكثر من خط دفاعي متمكن للجيش الاسرائيلي . و سيتمركز الجيش ايضا على كافة المناطق الحدودية حول منطقة جنوب القطاع الذي سيشمل ايضا حصار وعزل رفح من اجل محاصرة المقاومة واكتشاف المخابىء والانفاق.
فرصة المقاومة الأخيرة
لن ينسحب الجيش الإسرائيلي من القطاع كاملا. ولن يوافق نتنياهو على إنهاء الحرب ، ولن تقبل إسرائيل بالصفقة إلا على طريقتها. إذن ستستمر الحرب وستستمر معاناة الناس وستستمر المقاومة حتى نفاذ ما لديها من سلاح وعتاد وافراد. وليس امام المقاومة الا خوض الحرب الى النهاية التي ستكون نهايتها معروفة في ظل وجود جيش احتلال عنصري ويمتلك كل وسائل الدعم. فإما الشهادة أو الخروج من القطاع بأي وسيلة كنهاية محتملة . وقد يكون هناك فرصة اخيرة لدى المقاومة إذا تعاملت بطريقة اخرى مع المفاوضات لكسب الوقت وإعادة ترتيب نفسها وهي الإعلان بشكل فردي عن قرار الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين الموحودين لديها أحياء وأموات كحسن نية وإثبات الرغبة بوقف الحرب دون مقابل. ما سيمنح لها مساحة كبيرة للتفكير بالخطوات القادمة التي يمكن من خلالها تثبيت حالة الصمود وتوفير ما امكن من الدعم للاستمرار.
على المقاومة وحماس تحديدا ان تعلم بأن الرهائن لا قيمة لهم عند نتنياهو والجيش الاسرائيلي وليس لديهم اي ورقة هامة كما يعتقدون.