كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن نقاشات داخل الحكومة بشأن إمكانية السماح بخروج عناصر المقاومة الفلسطينية العالقين في مناطق خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال جنوب قطاع غزة، نحو مناطق انسحب منها الجيش مؤخرًا، وذلك ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار. إلا أن هذا الخيار، بحسب مصادر إسرائيلية، مشروط بتسليم حركة حماس جثث جميع الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها، بما في ذلك جثمان الضابط هدار غولدين المختطف منذ عام 2014.
ونقلت الهيئة عن مصدر حكومي أن إسرائيل وعدت بتدمير الأنفاق بعد مغادرة عناصر المقاومة، لكنها لن توافق على هذه الخطوة إلا بعد استلام كافة "الرهائن"، في إشارة إلى جثث الجنود. وأضاف أن الحلفاء الدوليين يضغطون على إسرائيل للموافقة على اقتراح الوسطاء بمنح ممر آمن للمقاتلين، رغم المعارضة الرسمية الإسرائيلية المستمرة.
وفي السياق ذاته، أفادت "القناة 12" بأن نحو 200 عنصر من حركة حماس لا يزالون محاصرين داخل ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" في منطقة رفح، وهي مناطق انسحب منها الجيش جزئيًا مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وأشارت القناة إلى أن إسرائيل قد توافق على خروجهم بشرط تسليم أسلحتهم، وهو ما اعتبره مسؤولون في الجيش "تنازلًا غير مقبول"، مؤكدين أن رئيس الأركان يصرّ على "القضاء عليهم"، إلا إذا كان خروجهم مقابل إطلاق سراح مدنيين مختطفين.
من جهته، عبّر رئيس الحكومة الإسرائيلية عن رفضه لهذا المقترح، في ظل تصاعد الضغوط من الوسطاء الدوليين. كما هاجم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الفكرة، واصفًا إياها بـ"الجنون المطلق"، بينما اعتبر رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أن السماح بخروج عناصر المقاومة "عفوٌ مُحرج وفقدانٌ للعقلانية الأخلاقية".
