استكمالا للحالة التي بدت عليها التطورات من مفاوضات يضعها نتنياهو واجهة لكسب الوقت و صفقة على قائمة الانتظار اصبح واضحا ان الإحتلال يمتلك الان بنك من المعلومات التي تتعلق بقيادات حماس والقسام وسلاحها واحتمالية اماكن تواجدهم. ما يدل بطريقة أو اخرى ان المرحلة الثالثة التي اعلن عنها الجيش الإسرائيلي قد بدات فجريمة مواصي خان يونس الاخيرة والتي راح ضحيتها عددا من المدنيين الأبرياء تدل على ان الإحتلال باشر في التعامل مع المعلومات الواردة إليه بخصوص قادة القسام وافراده متسلحا بذلك بإنخفاض القدرة العسكرية للقسام وتراجع المستوى السياسي ولذلك سيبقى نتنياهو يماطل لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض خاصة وان الأرض الان خصبة للعمل الإستخباري ما يدل على ان الناس في القطاع سيبقون في حالة انتظار لحين ادراك حركة حماس ان الوقت قد حان للتوقف عن سياسة الإنتظار المميت وكان عليها من البداية بالموافقة دون تعطيل على المرحلة الأولى من الصفقة دون مسرحية الصمود والقتال.
ادعاء اغتيال الضيف الى أين؟
حتى إعداد هذا التحليل لم تؤكد المعلومات صحة إغتيال محمد الضيف وتشير المعلومات الأولية أن محمد الضيف تواجد مع مساعده وعددا من الحماية في احدى البنايات القريبة من خيام النازحين في مواصي خان يونس ما يدل على ان الضيف و مساعده قد خرجوا من مخبئهم لإعادة تنظيم الصفوف بسبب تراجع القدرات العسكرية للقسام في محاولة لتشديد الهجمات العسكرية وايقاع اكبر خسائر ممكنة لجيش الاحتلال للتأثير على سير المفاوضات التي لا يعيرها نتنياهو اي اهمية ، و دون ادراك من حركة حماس ان المفاوضات مجرد عنوان الهدف منه تسكين الغضب الدولي وإعطاء أمل مزيف لأهالي الاسرى الذين لدى المقاومة.
فإذا صدقت الإدعاءات الإسرائيلية في إصابة الضيف اصابة خطيرة أو استهدافه فحتما سيؤثر ذلك على معنويات المقاتلين وقيادة القسام وستأخذ المفاوضات منحنى اخر ويرجح ان يتم الإعلان عن فشل الصفقة التي اصلا كانت ميتة. وفي حال ثبت العكس وان الضيف لم يصب ولم يكن متواجدا في منطقة المواصي فستكون ضربة للإستخبارات الإسرائيلية و مصادرها الهشة لكنها ستخرج منها بتحديد اسماء اخرى من القسام قد تم استهدافها.
ماذا بعد؟
سواء صدقت المعلومات بإغتيال الضيف و مساعده أو ثبت عدم صحتها، ستحاول بعض الأطراف والوسطاء للحديث عن المفاوضات مجددا إذ ليس لديهم شيئا اخر يتحدثون عنه وفي نفس الوقت ستتعامل حركة حماس مع هذا التوجه لانها لا تملك خيارا اخر للنجاة حسب تصورها . وسيبقى نتنياهو على موقفه بالتلاعب بجميع الاطراف والوسطاء لأنه لا يريد لهذه المفاوضات ان تتقدم وسيبقى على شروطه التي اعلنها والتي سيعلن غيرها إذ انه يعلم جيدا الوضع العسكري على الأرض وفي الاسباب الحقيقية التي دعت حركة حماس للتنازل عن شروطها .
التصعيد المتوقع
تصعيد عسكري متوقع للجيش الإسرائيلي في الأيام القادمة فإسرائيل تلعب على كل الجبهات. جبهة المفاوضات وخطف الصفقة لصالحها في حال تمت. وجبهة العمليات العسكرية التي سيصعد الجيش من شدتها فمن الواضح ان المستوى السياسي بقيادة نتنياهو قرر تشكيل حلة جديدة لشكل الجيش الأسرائيلي وفي اسلوبه بما يضمن تحقيق الاهداف التي اعلنت عنها اسرائيل في بداية الحرب. هذه الاهداف التي سيعمل نتنياهو على تحقيقها حتى لو توقف اطلاق النار حيث لم يعد هناك من أمل بعد ان صعدت حماس للشجرة وتأخرت في نزولها.