بيان الرئاسة جزء كبير من الحق

الغضب المستعار

الغضب المبرر نوعا ما على بيان الرئاسة الأخير والذي حمل المسؤولية إلى حركة حماس بعد مجزرة المواصي .غضب منقوص فمنه تصفية حسابات و منه التصيد في مياه عكرة، غضب يفتقد إلى الحقائق من بين السطور.و رأي كثير من الناس ان البيان كلام حق لكن  كان يجب الإبتعاد عن الإعلان عنه بشكل عام. بمعنى يريدونه مشابه لرأيهم و رأي البقية من الشعب في الحديث فيما بينهم فقط. لأن الإعلان رسميا عن الموقف من خلال بيان يعطى العذر للإحتلال . أي عذر تنتظره إسرائيل وهي تحكم العالم.

بلغ السيل الزبى

البيان ظهر وكأن الرئاسة و الموقف الرسمي للسلطة قد بلغ عندهم السيل الزبى و طفح الكيل. بعد تكرار مشاهد القتل اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ تسعة اشهر و موقف حركة حماس غير مسؤول حيث لا شأن لهم بالناس مما يتعرضون له من القتل والدمار والتشرد وفي ابشع صورة لقيمة الإنسان الفلسطيني.

اهل مكة ادرى بشعابها

الغاضبين من البيان ابتعدوا عن توضيح الموقف الشعبي من كل ما يحدث و رأي الشارع الفلسطيني في قطاع غزة وليس في مكان اخر . اللي ايده بالمي مش زي اللي ايده بالنار. والناس اللي بتزاود على شعب تحت القصف والنار عليهم الصمت على اقل تقدير بدلا من التحدث بالنيابة عن اي شخص في غزة وهو لا يعلم انه سيبقى لأولاده في اليوم التالي ام لا . ان تمثيل الوطنية تكشفت سيناريوهاتها وكان من الأجدر بيان حقيقة الأحداث من بدايتها في السابع من اكتوبر الماضي ومعرفة الأسباب الخفية وراء قرار تنفيذ هذه العملية و سر عدم اتخاذ الإحتياطات اللازمة . 

أهداف مشتركة

لم تبذل حماس جهدا في ايجاد الحلول الممكنة اثناء الحرب المستمرة حتى الأن . وذهبت الى ابعد من ذلك من التوافق في الموقف مع الإحتلال الإسرائيلي لتهميش دور السلطة الفلسطينية والرئاسة والشرعية والإصرار على تجريد السلطة من الدور الذي كان يمكن ان تلعبه لكنها اصرت تبني موقف الإحتلال في عدم القبول بدور للسلطة . و حينها لم نر احدا في حينه من الغاضبين من البيان  يندد بالموقف الحمساوي الذي يؤكد بأن حركة حماس غير معنية بالناس اولا وبالسلطة ثانيا وبالوحدة الوطنية الفلسطينية التي لا تضمن بسط سيطرتها على المجلس الوطني ومنظمة التحرير والسلطة والأهم قطاع غزة الذي تحكمه منذ 17 عاما بالحديد والنار من جهة و بالانفاق الإقتصادية من جهة اخرى وتحميل المواطنين أعباء الحياة وصعوبتها وفي نفس الوقت الضغط لنيل هدنة طويلة الأجل مع الإحتلال مصحوبة بوعود حماية وأمن للحدود لتحقيق فكرة انهم القادرون على إتمام السلام مع الإحتلال والسيطرة على النظام السياسي الفلسطيني من جهة اخرى.

غضب المصالح 

 على الغاضبين من البيان ان يغضبوا من تفضيل حركة حماس الحكم والسيطرة على قطاع غزة على حياة الناس ومعاناتهم. على الغاضبين من البيان ان يغضبوا على إصرار حركة حماس على إغلاق أفواه الناس و منعهم من التعبير عن آراءهم .على الغاضبين من البيان ان يغضبوا لأجل الأمين  ولاجل غيره ممن يتلقون التهديدات في كل ساعة وفي كل يوم لمنعهم من الكلام. على الغاضبين من البيان ان يغضبوا على تأخر تنازل حماس عن شروطها ولماذا الأن ؟

فات الميعاد

 ألم يكن تنازل حماس عن بعض الشروط ممكنا قبل سقوط الألاف ما بين شهيد و جريح؟ ألم يكن ممكنا قبل استكمال الإحتلال تدمير ما تبقى من القطاع ؟ ألم يكن ممكنا قبل تراجع قدراتها العسكرية و الحرص على الاحتفاظ بالقدرات التي ستستخدمها لاحقا ضد الناس في غزة في حال استمر حكمها وسيطرتها وهو أملها وحلمها. وقد خانتها ظنونها فكل شيء قد تغير ولا يقبل بهم احد بعد الان .

الغضب المبرر

الغضب الذي عبر عنه بعض المارقين و قلة من المثقفين منهم من تجاهل كل انواع الممارسات السيئة التي قامت بها حركة حماس تجاه الشعب والقضية . لقد خانها التعبير و وجدت فرصة لتمرير احقادها على بيان الرئاسة الذي يتضمن جزء كبير من الحق . غضب له مبرراته لكنها مبررات باطلة يراد بها باطل.

البوابة 24