موعد قرار وقف الحرب على غزة

قصف غزة - أرشيفية
قصف غزة - أرشيفية

المفاوضات 

اخذت المفاوضات الأخيرة اتجاه مختلف عن سابقاتها من المفاوضات،حيث مالت الى طابع وجود طرف منتصر وآخر منهزم! لأن تنازل احد الأطراف عن شروطه و إضافة الطرف الاخر الى اجندته شروطا جديدة يوحي بتقدم طرف منتصر عن طرف منهزم رغم ما يشاع و يقال بأن هذه الحرب ليس فيها منتصر و منهزم لكن السؤال يبقى ما هو التقييم الفعلي للإنتصار؟ و في حالة الترفع عن الإجابة فمن الضروري ان نحدد الرابح الأكبر والخاسر الأكبر من هذه الحرب لكي نحسم  اتجاهات النصر و الهزيمة ومن هو الذي يفرض عددا من شروطه ومن الذي يسحب جزءا من شروطه. 

الرابح الأكبر والخاسر الأكبر

في كل الحالات وفي مجمل نتائج هذه الحرب فإن الخاسر الأكبر ظاهر وبالخط الأحمر العريض. إنه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعيدا عن محاولات التعتيم والتضليل ويضاف الى الشعب الصورة التي وصل إليها قطاع غزة وحالة الدمار شبه النادرة التي اصابت مدن و مخيمات القطاع الذي يحتاج الى عشرات السنين لكي يعاد بناء كل من طاله التدمير من مستشفيات ومدارس و مؤسسات و شوارع وبنية تحتية . وأما الشعب فعشرات السنين لن تمحي المأساة التي عاشها ولا الخسارة التي تمكنت منه ولا يمكن ان ينسى كيف فقد في هذه الحرب القذرة انسانيته و كرامته. أما الإجابة عن الرابح الأكبر فلن يستطيع احد الان تحديد الرابح الأكبر الا بعد نهاية الحرب!!  

لعبة القط والفأر

يلعب نتنياهو لعبة المطاردة مع جميع الاطراف، بمعنى ان جميع الاطراف تلاحقه وعند وصولهم اليه يذهب مجددا متمسكا بشروطه ومتسلحا بإستجداء جميع الأطراف له لوقف الحرب. وفي نفس الوقت تميزت سياسة نتنياهو بالتنوع السياسي والعسكري فهو يعلن عن موافقته على مبادرة الرئيس بايدن لكنه لا ينفذها ويضغط عليه اكثر. ويعلن عن اهمية عودة المختطفين بالنسبة له لتهدئة الأهالي بينما حقيقة هو غير مكترث لهم. وينفي التعرض عسكريا للمدنيين في القطاع بينما يزيد الضغط عليهم أملا في ثورتهم على حماس دون معرفتة بخبايا الأمور المتعلقة بذلك والأهم من كل ذلك فإنه لا يعطي إهتمام إلى لمجتمع الدولي وخاصة الدول العربية لأنه يعلم بأن الغالبية تؤيده؟!

نتنياهو بين بايدن و ترامب

بعيدا عن حادثة محاولة اغتيال رونالد ترامب التي قد يكون افتقدت الى الاخراج الجيد المقنع واقتصرت المحاولة على شكة دبوس أذن ترامب. وبعيدا عن حالة التشتت والضياع للرئيس بايدن . فإن نتنياهو الخبيث قادر على ابتزاز الإثنان معا و كل واحد منهما يتمنى رضاه. فمن جهة سيعمل على تحقيق ما يريد من الرئيس بايدن في هذه الفترة ومن جهة اخرى فإنه يدعم ترامب في حملته الانتخابية و يراهن على عودته مجددا الى كرسي الرئاسة ما يدل على إستمرارالحرب مع استمرار تسلية المفاوضات.


موعد قرار وقف الحرب

التقديرات الأولية للأحداث المتسارعة تشير الى ان هناك تطورات ايجابية في المفاوضات لإتمام صفقة ووقف لاطلاق النار. و يظهر ان حجم التفاؤل يتزايد بسبب ما يشاع عن اختلافات حادة بين رئيس الحكومة نتنياهو من جهة و وزير الجيش وعددا من القيادات الأمنية والعسكرية من جهة اخرى و قد ارتفع اكثر مستوى التفاؤل بعد تصريحات غالنت الذي اصبح يشبه بايدن في الفترة الأخيرة بالتشتت والضياع و أفادت تصريحاته ان التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس و وقف إطلاق النار بات اقرب من أي وقت مضى. لكن الواقع يشير الى انه لا يمكن حدوث اي تطورات ايجابية لوقف الحرب خلال الأيام القليلة القادمة. والفصل في معرفة امكانية وقف الحرب على غزة مرتبط بشكل كلي مع زيارة  نتنياهو للولايات الأمريكية حيث لا يمكن ان تظهر بارقة أمل أو اي تطورات ممكنة في هذا الشأن قبل هذه الزيارة ولقاء بايدن. وسيعمل الاخير على نزع موافقة من نتنياهو لوقف الحرب من اجل الحصول مكاسب تدعم حملته الإنتخابية  لكن من المتوقع ان يقوم نتنياهو باستغلاله في الوقت الذي سيقدم الى ترامب تاكيدات لدعمه و سيتم معرفة موعد قرار وقف الحرب مع  نهاية الزيارة وما اذا كان هذا الموعد قريبا او سيمتد لحين تسلم ترامب كرسي الرئاسة.

البوابة 24