قراءات قانونية وسياسية في الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن تبعات الاحتلال

قراءات قانونية وسياسية في الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن تبعات الاحتلال في 19 مايو 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية رأيًا استشاريًا يحمل أهمية كبيرة في سياق النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. هذا الرأي، الذي يسلط الضوء على عدة جوانب قانونية وسياسية، يعكس تحليل المحكمة للالتزامات القانونية لإسرائيل ويدعو إلى اتخاذ خطوات دولية لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي.

1. التأثير القانوني للرأي الاستشاري: الرأي الاستشاري للمحكمة يبرز عدة نقاط رئيسية: الالتزامات القانونية لإسرائيل: يُظهر الرأي أن إسرائيل قد أخلّت بالتزاماتها بموجب معاهدات دولية مهمة، مثل معاهدة 1959 بشأن معاملة المدنيين في زمن الحرب وحمايتهم وهذا ما يحدثعكسه فى غزه حاليا وهو استهداف متعمد للمدنيين منا يوقع يوميا عشرات الشهداء والجرحى نتيجه المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي.ومعاهدة مكافحة التمييز العنصري المبرمة عام 1965.

كما يؤكد أن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، وإقامة الجدار العازل، وتعزيز سلطات الاحتلال، يمثل انتهاكًا للقانون الدولي. التمييز العنصري والفصل العنصري تشير المحكمة إلى أن ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين ترقى إلى درجة التمييز والفصل العنصري، وهو ما يتناقض مع المادة 3 من اتفاقية مكافحة التمييز العنصري. تسلط المحكمة الضوء على نظام القيود الممنهج الذي تفرضه إسرائيل، والذي يعتبر تمييزًا بناءً على العرق ويعيق حقوق الفلسطينيين الأساسية.

الحق فى تقرير المصير تؤكد المحكمة على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بموجب معاهدة أوسلو، وهو حق يتعرض لانتهاك جسيم بسبب السياسات الإسرائيلية.

2. الموقف السياسي وتأثيره على الوضع الراهن: الرأي الاستشاري يتطلب من الأمم المتحدة اتخاذ تدابير لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي ويدعو إلى عدم الاعتراف بالوجود غير الشرعي لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هذا الرأي يعزز موقف الفلسطينيين في المحافل الدولية ويوفر لهم دعماً قانونياً قوياً للمطالبة بإنهاء الاحتلال. ويجب أن يستثمر الفلسطينيين والسلطه الفلسطينية والعالم الحر الذى يدعمنا فى حق تقرير المصير وانهاء الاحتلال هذا الرأى للدفع قدما إلى تطبيق هذا الرأى وتفعيله فى كل المحافل الدولية.

3. ردود فعل القيادة الإسرائيلية: بنيامين نتنياهو: من المتوقع أن يتجاهل نتنياهو هذا الرأي أو يرفضه، مشيرًا إلى ما يعتبره عدم توافق مع مصالح الأمن القومي لإسرائيل. قد يصف الرأي بأنه غير ملزم أو مشبوه لأغراض سياسية، ويواصل تعزيز سياسات الاستيطان والأمن في الضفة الغربية. بتسلئيل سموتريتش (بن غافير): من المحتمل أن يكون موقف سموتريتش وبن غافير أكثر تشددًا، حيث سيقومان بمهاجمة المحكمة واتهمها بالانحياز وعدم الاعتراف بشرعيتها. قد يعتبرون الرأي تهديدًا مباشرًا للسيادة الإسرائيلية ويدعون إلى تعزيز الإجراءات الأمنية والممارسات الاستيطانية.

4. التحديات المستقبلية: تقديم هذا الرأي الاستشاري يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية متابعة توصيات المحكمة وتطبيقها. يتطلب ذلك تحركًا من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لضمان تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، ودفع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال والامتثال للقانون الدولي. انا اعتقد ان الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية يمثل خطوة هامة في تعزيز حقوق الفلسطينيين وتوضيح التزامات إسرائيل القانونية. ومع ذلك، فإن تنفيذ توصيات المحكمة قد يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل المواقف السياسية المتشددة من بعض الأطراف الإسرائيلية.

وسام يونس الاغا/كاتب وباحث فلسطينى

البوابة 24