حقيقة المواقف تجاه الحرب على غزة

دبابات الاحتلال تلاحق مواطنين في قطاع غزة
دبابات الاحتلال تلاحق مواطنين في قطاع غزة

الموقف العربي غير موحد

لا يوجد موقف عربي موحد صريح و واضح من الحرب على غزة. الموقف الموحد الجماعي ليس سوى  بيان صادر عن الجامعة العربية لحفظ ماء الوجه و فك التشابك بين الدول الأعضاء فيما لو اعلنت كل دولة صراحة عن موقفها الحقيقي من الحرب. و بدون ذكر أسماء فإن الموقف العربي لكل الدول اربع مستويات. المستوى الأول موقف عدد قليل من الدول التي تدعو الى وقف الحرب لإبعاد الضرر عنها فقط وضمان سلامة أراضيها. المستوى الثاني موقف عدد لا بأس من الدول تتمنى إستمرار الحرب لأجل القضاء على حركة حماس بشكل كامل حيث تعتبرها هذه الدول حركة اسلامية ولها  تأثيرات سيئة على مستقبل الوطن العربي بسبب مواقفها وسياساتها الخاطئة في حكم غزة و تحالفها مع ايران. المستوى الثالث الدول التي لا ناقة لها فيها ولا جمل وترفض ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة دون القدرة على فعل شيء. أما المستوى الرابع فهي دول قليلة جدا لا يتعدى عددها اصابع اليد الواحدة  التي تطمح بإنتصار الشعب الفلسطيني لكن إصبع واحد من هؤلاء يطمح بقاء حماس وبقاء سيطرتها على حكم قطاع غزة من اجل استمرار هيمنة هذا الإصبع  وتاثيره على القرار الفلسطيني. واصبع آخر اعلن عداوته للسلطة ويطرح بديل مقرب. وفي سياق ذلك كله فإن الموقف العربي غير موحد وهذه حقيقة.

الموقف الإسلامي وفن التلاعب

لا تأثير للموقف الإسلامي في المجتمع الدولي بالمطلق هي دول قررت الإعلان عن مؤتمراتها لتحقيق مكاسب لصالح دولها فقط يستثنى من ذلك دولتان فقط الأولى ايران التي تنتهج سياسة فرق تسد و نشاطها الأكبر يتركز في عدد من الدول العربية التي يتواجد فيها جهات وفئات تابعة مذهبيا لها و تعمل على التأثير في جميع قرارات هذه الدول العربية من خلال دعم و تسليح هذه الجهات من اجل السيطرة على سياسات و مواقف هذه البلاد و هي ناجحة بنسبة كبيرة في بعضها حتى الان. 
لذلك تعاني هذه الدول من عدم الإستقرار. أما في مواقفها الداعمة للحركات الإسلامية الفلسطينية فذلك يندرج ضمن إظهار نفسها لدولة اسرائيل بأنها قادرة على التأثير رغم انها أي ايران لا تريد معاداة اسرائيل بل خلق اسباب مختلفة للتقرب منها مستقبلا.
الدولة الإسلامية الثانية هي تركيا  وأطماعها معروفة في سوريا والعراق وفي دعمها للإخوان المسلمين والحركات الإسلامية التابعة للجماعة وفي خلافاتها المستمرة مع مصر سابقا وعدم الشفافية في بناء علاقاتها مع العديد من الدول العربية وتتفق مع احدى هذه الدول في دعم حركة حماس في الوقت التي تقيم علاقات تجارية واقتصادية وغيرها من العلاقات مع اسرائيل. ما يؤكد على النجاح في فن التلاعب.

الموقف الأمريكي و لعبة الإنتخابات

الموقف الأمريكي لا يحتاج الى شرح فهو موقف داعم مساند لإسرائيل، وهي التي سمحت بإطالة الحرب على غزة ومنعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن من اتخاذ قرارات ضد اسرائيل لكنها في نفس الوقت لم تتوقع ان تطول الحرب وتفاجأت بموقف الطلبة في الجامعات الأمريكية كما اثر عليها الموقف الدولي و لجوء جنوب افريقيا الى محكمة العدل الدولية وهنا وجدت نفسها ايضا تقترب من الإنتخابات الأمريكية و شكل ذلك عبئا مضاعفا عليها وعليه قررت تغيير جزءا من سياستها و إظهار نفسها الحمل الوديع و التظاهر برغبتها في ايقاف الحرب على غزة لكن الحقيقة غير ذلك فهي تريد تحقيق الأهداف الإسرائيلية بطريقة مختلفة إذا توفرت الفرصة لكن ذلك لم يكن مقبولا لدى نتنياهو الذي لم يعد يهتم بالموقف الامريكي من خلال بايدن خاصة بعد ايقاف شحنة الاسلحة الأخيرة. و هنا قرر نتنياهو دعم حملة ترامب لكنه الان وبعد ان تنحي بايدن قرر اللعب على جميع الأحبال خوفا من نتائج غير متوقعة للانتخابات الأمريكية.

الموقف الأوروبي الذيل والشجاعة 

مع ظهور قذارة الممارسات الإسرائيلية في الحرب على غزة وإستمرار إستهداف المدنيين وسقوط ضحايا بالالاف جلهم اطفال ونساء. وخروج الالاف من الشعوب الأوروبية الى الشوارع غاضبة و منددة بالحرب وداعية دولها الى اتخاذ مواقف اكثر حزما ضد إسرائيل. بدأت بعض الدول وخاصة في الإتحاد الأوروبي الضغط بإتجاه وقف الحرب لكن بعض هذه الدول حاولت ان تتناغم خجلا وإرضاءً للشارع مع الموقف الأمريكي خاصة بريطانيا و فرنسا والمانيا الدول التي لا يمكن لها إلا ان تكون في صف الولايات المتحدة الأمريكية مهما كانت مواقفها. من جهة اخرى لم تقبل بعض دول  أوروبا البقاء تحت رحمة و سياسة الإبتزاز فقرر عدد منها الإعتراف بدولة فلسطين تعبيرا عن رفضها للحرب وتأكيدا على ان الممارسات الإسرائيلية تجاوزت الخطوط الحمراء وقناعة بضرورة نيل الشعب الفلسطيني حقوقه وهي دول سبانيا والنرويج وايرلند و ذلك هو الموقف الأوروبي والفرق بين الذيل والشجاعة.

موقف البقية من الدول

نرفع القبعة لجنوب افريقيا و كل من دعم موقفها في محكمة العدل الدولية. وننحني احتراما وإجلالا لهذه الدولة التي اعطت وقدمت درسا لكل متواطىء في هذا العالم. ونقدر عاليا دور وموقف وجهود انطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة. والتحية موصولة الى الصادقين في ذروة انتشار الكذبة واللاهثين نحو التطبيع.

البوابة 24