سيناريوهات المرحلة القادمة

غارة على قطاع غزة
غارة على قطاع غزة

الضربة المنتظرة

يترقب العالم قيام الجمهورية الإيرانية بضرب إسرائيل على إثر اغتيال رئيس حماس اسماعيل هنية في طهران و المس بسيادتها على اراضيها. و في نفس الوقت العيون تتجه الى حزب الله حيث وعد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بالرد القاسي على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر في عمق العاصمة اللبنانية وفي عقر دار حزب الله فيها. ومن المحتمل ان يكون الرد لحفظ ماء الوجه ضمن صفقة تعمل عليها الولايات المتحدة الأمريكية وايران تؤدي الى وقف الحرب على قطاع غزة وسياسة خذ وهات.

نتنياهو وإعلان الإنتصار

إن أي اتفاقات يمكن ان تتم أو ابرام صفقة تؤدي الى وقف الحرب على غزة لا يمكن ان تحدث دون ظهور نتنياهو انه المنتصر في هذه الحرب لذلك فإنه يريد صفقة تنفذ فيها معظم شروطه حتى لو وافق على ضربة عسكرية من ايران او حزب الله دون ان يكون لاسرائيل ردا عسكريا. وعليه تشير بعض التحليلات والتوقعات ان يعلن عن وقف الحرب على غزة ما قد يؤدي الى إفراغ رد ايران او حزب الله من مضمونه واهميته خاصة وان نتنياهو في هذه الحالة يمكنه الإعلان عن انتصاره في الحرب خاصة بعد ان حقق عدد من الأهداف وقام باغتيال عدد من الشخصيات الهامة في طهران وبيروت و قطاع غزة مع اتفاق يضمن الافراج عن الأسرى الإسرائيليين.

اسماعيل هنية القربان

السؤال المطروح هنا لماذا قامت إسرائيل باغتيال اسماعيل هنية؟ وهل كان هو الشخص المعطل لإتمام الصفقة من جهة حركة حماس؟ أم أن اغتياله كان قربان لوقف الحرب على غزة؟ حقيقة الأمر لا يستطيع احد الجزم في حيثيات هذا الاغتيال على الأقل في الوقت الحاضر خاصة وان المعطيات خلال الحرب كان توحي ان قرار استمرار الحرب او وقفها بيد حركة حماس في القطاع وتحديدا كتائب القسام ولا تمتلك قيادات حماس في الخارج هذا القرار. وهنا لا بد من التركيز على خالد مشعل رئيس حركة حماس السابق وعلاقته القوية والوطيدة مع كتائب القسام لإتخاذ قرارات جديدة تتعلق بوقف الحرب بعد ان تم تقديم القربان.

الخيوط الآن بيد لاعبان

 نتنياهو هو اللاعب الأول واللاعب الثاني في هذه المرحلة هو خالد مشعل وخيوط وقف الحرب بيدهما و سيحاول كل منهما تحقيق بعض المكاسب تضمن اتفاق فيه بنود توحي بالنصر فمن جهة نتنياهو فإنه قادر على ادعاء بأنه قضى على معظم كتائب القسام وتمكن من اغتيال عددا من قياداتها العسكرية إضافة الى اغتيال رئيس الحركة اسماعيل هنية مع تحقيق شرط الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين. ومن جهة خالد مشعل فإنه قادر ايضا على ادعاء انتصار المقاومة لأنها صمدت امام احد اقوى جيوش العالم واستمرت في سيطرتها على قطاع غزة مع تحقيق الإفراج عن اسرى فلسطينيين.

ايران وخالد مشعل - امريكا ونتنياهو

ستسعى ايران الى تهدئة الوضع في المنطقة من خلال العمل مع خالد مشعل على المرونة المطلوبة لإتمام الصفقة فإيران لا تسعى الى اتساع الحرب ولا تريدها خاصة وانها استلمت الرسالة الأمريكية بشكل واضح وجاهزية القوات الأمريكية للدفاع عن إسرائيل، وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية مع نتنياهو على نفس الخط لتهدئة الوضع والتخفيف من حدة الحرب و ايقاف الإغتيالات والتصعيد في محاولة منها لإتمام الصفقة خاصة ان الولايات المتحدة الأمريكية ترى بأن قيادة حماس الجديدة وشخصية خالد مشعل العائد الى الأضواء قادر على تليين المواقف لدى حركة حماس جناحها العسكري بإتجاه تأسيس تفاهمات وخيارات استراتيجية. 

ما وراء الإغتيالات

لا يمكن ان تكون اي اغتيالات لشخصيات قيادية و مؤثرة دون أسباب او مخططات لاحقة ولها ما بعدها. واغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين و اغتيال الدكتور الرنتيسي خلال شهر واحد من عام 2004  لم يكن دون اجندة اسرائيلية لها ما لها وعليها ما عليها. و قد تم الاغتيال قبل ان يقرر الاحتلال الإنسحاب من قطاع غزة في صيف 2005، فهل كان القصد من وراء ذلك افساح الطريق لقيادات اخرى حيث ان هاذان القياديان ما كان لهما الموافقة على المشاركة في انتخابات 2006. و لا يمكن ايضا ان يقبلا بأي انقسام فلسطيني. والله من وراء القصد.

الحرب اقتربت من نهايتها 

نعم اقتربت الحرب من نهايتها. سواء بضربات انتقامية من ايران و حزب الله او بدون. فالمتغيرات ستظهر على السطح والرغبة في ايقاف الحرب باتت على المحك، وصورة النهاية في معمل التحميض و سيرى العالم شكل النهاية التي لا يعلمها احد، و رسم لصورة البداية الجديدة لشكل الصراع الآتي.

ماذا لو؟ 

ماذا لو رفض نتنياهو كل الجهود المبذولة لإيقاف الحرب على غزة؟ ماذا لو اصر على مواصلة الحرب حتى القضاء على حركة حماس و كتائب القسام؟ ماذا لو تمسك بتنفيذ كل الشروط التي حددها من اجل وقف اطلاق النار؟ ومن جهة اخرى ماذا لو رفضت كتائب القسام تدخل خالد مشعل او قيادات الحركة في الخارج؟ وماذا لو ماطلت حركة حماس في غزة وتعمدت تأخير اتخاذ قرارات حاسمة منتظرة الرد المتوقع من ايران وحزب الله ؟ و ماذا لو رفضت اي صفقة لا تحقق مطالبها وشروطها؟ 
فهل ستستمر الحرب على غزة؟ وهل ستتمكن اسرائيل من بسط سيطرتها على القطاع؟ وماذا ستكون عليه وحدة الساحات و شكل الجبهات؟
الإجابة على كل هذه الإستفسارات ستحددها الايام القادمة وبعد ان تظهر معالم الصدق او الكذب والإدعاءات السمينة والتهديدات المباشرة .

البوابة 24