بقلم: ميسون كحيل
كانوا يقولون إن السياسة فن الممكن، لكنها فن الكذب وتغيير الحقائق. على سبيل المثال إن جميع الأطراف السياسية تقف على قدم ونصف بإنتظار المفاوضات التي من المحتمل ان تجري الخميس و تستمر لعدة ايام لانها ستبحث عدة قضايا رغم ان العنوان هو وقف اطلاق النار في قطاع غزة. فللكذب وجوه كثيرة و متعددة. وإن لم يخونني الظن فإن قرار اجراء هذه المفاوضات كان يهدف إلى انقاذ الوضع من الذهاب الى التصعيد. وايجاد فرص لمنع أي رد ايراني ضد إسرائيل هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فإن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول بادارة الديمقراطيين بذل ما يمكن من اجل تحقيق بعض النقاط التي قد تساعدهم في الانتخابات.
وبنظرة سريعة لا احد يهتم بالوضع في قطاع غزة والخسائر البشرية الفادحة والدمار الهائل الذي اصاب القطاع عبارة عن متنفس للآخرين لتحقيق مصالحهم ولا مصلحة اخرى فوق مصالحهم، لذلك فإن جميع الاطراف تعمل وفق اجندة خاصة لكل منهم وأما العنوان فهو مجرد تضليل. فالحرب على غزة لن تتوقف بشكل نهائي وفي حالة انها توقفت قليلا إذا وافق نتنياهو الذي يمتلك القرار فإن هذا التوقف سيكون داعما ايضا لنتنياهو من خلال تحقيق بعض المكاسب.
لقاءات الخميس سيكون التركيز فيها على تقديم الاقتراحات الى الجانب الإيراني واغراءه ببعض المكاسب في مقابل عدم الرد وهو بالأصل لم يكن راغبا في الرد على اغتيال هنية بل يعمل كالعادة على استغلال الفلسطينيين لتحقيق الانجازات والمصالح التي تخص بلادهم. والايعاز كذلك الى حزب الله بعدم الرد ايضا او رد على طريقة افلام الأكشن. و ستغيب غزة عن مضمون اللقاء الا في نشرات الأخبار والتصريحات الكاذبة. ولكن ستكون ملحق بما سيتم الاتفاق عليه فهل يتم ما تريده ايران وما ترغب به اسرائيل ام ستفشل المفاوضات ومع متابعة التطورات نتوقع استمرار الحرب بينما ستتراجع ايران عن عرض العضلات وسيتم منحها فرصة لقضاء عطلة الخميس الونيس.
كاتم الصوت: نتنياهو تمكن من اسقاط بايدن وقد يتمكن من الاطاحة بالحزب الديمقراطي.
كلام في سرك: ايران قدمت مطالبها والأمريكان شبه موافقون بانتظار التنسيق مع نتنياهو على مطلب واحد قد لا يتحقق.
رسالة: اذا كنتم قادرون على الإستمرار في الحرب حتى تنصاع اسرائيل لمطالبكم. اذن استمروا...ما بقى من العمر بقدر ما مضى. وغزة لم يعد فيها مكان صالح للتدمير. احتفظ بالأسماء