بقلم: ميسون كحيل
في المقال السابق كانت هناك رسالة في نهاية المقال كالعادة مفادها إذا كنتم قادرون على الاستمرار في الحرب حتى تنصاع اسرائيل لمطالبكم. اذن استمروا...ما بقى من العمر بقدر ما مضى. وغزة لم يعد فيها مكان صالح للتدمير. وقد كان القصد من وراء الرسالة ان جيش الإحتلال لم يتبق له اي اهداف حقيقية يمكن قصفها في هذه الحرب باستثناء بعض المنازل والأماكن التي يتم قصفها لكي يؤكد الجيش فقط انه لا يزال موجود. إذن انتهى بنك الأهداف بالنسبة لجيش الإحتلال وسيتجه الى تحديد الأهداف بناءً على المعلومات الإستخبارية . كما ان سقوط الشهداء اصبح بالنسبة لبعض الأطراف مجرد رقم ولا يهم ان تزداد هذه الأرقام طالما انهم بخير! وهنا فإن وقف الحرب بعد خراب القطاع بعد ان قضى جيش الإحتلال على الأخضر واليابس. ماذا سيعني سوى رحمة بالناس و رأفة بهم وهو بالطبع أخر الاهتمامات ! و لذلك استمروا بالقتال طالما لديكم القدرة على الاستمرار وعدم منح الاحتلال انتصار متعدد الأشكال من تدمير القطاع وآلاف الشهداء ومئة الف جريح ومصاب واغتيال عددا من القيادات والكوادر المتقدمة.
اما فيما يتعلق بالمفاوضات الأخيرة فمن الواضح ان هناك اطراف تريد اتمام اتفاق يفضي الى وقف اطلاق النار لكي تنجو بنفسها من وعود ملأت الكون تتضمن نوادر وحكايات الرد على اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر وقد حاولت ايران بطريقة أو اخرى تليين موقف حركة حماس في المفاوضات وفعليا وحسب الوسطاء هناك بوادر ايجابية ما يعني ان هناك مواقف حمساوية غير تلك المعلنة عبر وسائل الإعلام رغم نفي حماس.
من وجهة النظر الأخرى الواقعية والبعيدة عن عرابي وسعد زغلول و صائب الدويري وكذلك عن اي حسابات حزبية فلا جديد مؤثر في هذه المفاوضات و الثابت الوحيد موقف نتنياهو والذي يتعامل معها كأنه المنتصر، ويعمل على استكمال النصر الذي يريده ويطمح إليه لذلك فإنه لن يوافق على اي طرح لا يتفق مع التوجه الذي يتبناه ولا يكترث إذا تمت الصفقة أم لا كما انه يحاول ان يجر الولايات المتحدة الأمريكية معه الى حرب يراها محتملة في حال قامت ايران بالرد. بينما إيران اصلا تبحث عن مخرج تستطيع من خلاله عدم الرد التي وعدت به إضافة إلى تحقيق بعض المكاسب التي وعدت بها الولايات المتحدة الأمريكية لصالح ايران وهذا المخرج حقيقة لدى حركة حماس في زيادة جرعات التنازل لإتمام الصفقة.
البيان الثلاثي الثاني للوسطاء أحال استكمال المفاوضات الى نهاية الأسبوع و واضح ان لديهم ما ليس لدى الآخرين من معلومات ومواقف لكنها وحسب المعطيات هي الأقرب الى نتنياهو واسرائيل من اي اطراف اخرى على طاولة المفاوضات تبحث عن مخارج بشغف وتلك تكملة الرسالة.
كاتم الصوت: شراء الوقت اصبح مهنة الأذكياء، ورضى من قبل اصحاب العنتريات التي تبحث عن مخارج.
كلام في سرك: لن تنسحب اسرائيل من القطاع ولن تتخلى عن سيطرتها البرية والبحرية والجوية. وإن ظهر ذلك فهي خدعة.
رسالة: قناة إعلامية تعيد وتكرر وتمرر الأوهام والثمن يدفعه ابناء غزة. وبين السطور الإستجداء مستمر لعلماء الأمة. احتفظ بالأسماء