شباب فلسطين في ظل الحرب على غزة والأمان الرقمي

بقلم خبير التنمية الرقمية أ.محمد ميداني

يعيش مستخدمي الشبكة العنكبوتية في فلسطين تحديات فريدة من نوعها في مجال الأمان الرقمي بحيث أنهم يدركون بأنها غير امنة بشكل عام وخصوصا عند تناولهم المواضيع السياسية الخارجية والداخلية ذات التأثير على الوضع الفلسطيني، بحيث تنوعت الهجمات وتمثلت على سبيل المثال لا الحصر، انتحال الشخصية، التحرش، الترصد والمراقبة الالكترونية، لذلك أصبحوا مستخدمي الشبكة العنكبوتية ينتابهم التوتر والقلق والشعور بعدم الأمان، هذا دفعهم لممارسة رقابة داخلية نابعة من أنفسهم على مواضيعهم ومنشوراتهم بحيث لا تلحق بهم الضرر او المساءلة، لضمان سلامة بياناتهم وخصوصيتهم في ظل هذه الظروف. فالأمان الرقمي هو تأمين وحماية البيانات الرقمية من الهجمات والتهديدات الالكترونية الخارجية، كما أنه يهدف إلى حماية الأنظمة والمعلومات الرقمية من التلاعب والوصول غير المصرح به، من السرقة او التدمير او التلاعب بها، ويعتمد الأمان الرقمي مجموعة متنوعة من السياسات والتقنيات لحماية الأنظمة والمعلومات والبيانات الرقمية من التهديدات والقرصنة الالكترونية الخارجية. ومستخدمي الشبكة العنكبوتية في فلسطين يتعرضون لتحديات كبيرة في مجال الأمان الرقمي، بسبب التطور الكبير لتكنولوجيا المعلومات والهجمات السيبرانية، وما ولد أزمة الثقة لدى مستخدمي الشبكة العنكبوتية في فلسطين هو الخوف من المجتمع بحد ذاته، لأن أغلب المعتدين رقميا هم من بيئة محيطة بالمستخدم (الضحية) ولا توجد ثقة كبيرة لدى أغلب الضحايا باللجوء إلى جهات الاختصاص إن لزم الامر لذلك خوفا من الوقت الطويل للكشف عن المعتدي الرقمي، او خوفا من عدم الوصول له. لذلك يفضلون اللجوء للأقارب والأهل والأصدقاء لمحاولة حل المشكلة. فيجب على مستخدمي الشبكة العنكبوتية تبني سلوكيات واضحة وذكية لحماية بياناتهم وخصوصيتهم في مواجهة التحديات الرقمية، فالأمان الرقمي لا غنى عنه للمحافظة على أمان معلومات مستخدمي الأنترنت في فلسطين. إن اليقظة والاستعداد الجيد في مجتمع وعالم الأمان الرقمي هما سلاحان فعالان في وجه التحديات الرقمية المستمرة، فالشعب الفلسطيني لديه القدرة على تحسين وتعزيز مستوى أمانه الرقمي. ويتحدى المستقبل بكل إصرار.

البوابة 24