بقلم خبير التنمية الرقمية أ.محمد ميداني
المخدرات الرقمية هي ظاهرة غريبة على المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع الفلسطيني بشكل خاص ولا نبالغ إذ قلنا إنها كارثة بل مصيبة كبرى تحتاج إلى حروب استباقية من شتى الأطراف المعنية بمواجهة هذا الإدمان من قبل الأسرة والمجتمع وتظافر كافة الجهود وتوجيهها لمحاربة هذه الظاهرة. فهذه الظاهرة خطر يتحكم في سلوك شبابنا وهي أشد وقعا وفتكا على الأطفال والشباب وتنافس المواد المخدرة مثل الهيروين والكوكايين، وأنا لا أتعجب من ذلك في ظاهرة تشهد تناميا مستمرا وسريعا نتيجة انشغال الاباء والامهات والمربيين أنفسهم بهذا العدو، واكن دعونا نسلم بأن ضحايا هذا النوع من الإدمان هم الأطفال والمراهقون والشباب تلك المراحل العمرية التي تحتاج إلى احتواء ومتابعة تفاديا لأية انحرافات في السلوك تلك التي قد تكون عواقبها وخيمة على الأفراد والمجتمعات، عهلى سبيل المثال لا الحصر طفل يهتك عرض طفلة أو شاب يقتل فتاة زميلة له كما حدث في جمهورية مصر العربية (القضية المعروفة اعلاميا بطالبة جامعة المنصورة) بدافع غريزة الحب والارتباط الزائد عن حده والمغالاة بالمشاعر وغيرها من المشكلات الأخلاقية التي تهدد المجتمع وتؤرق المسؤول. إن كل ما يحدث وما سيحدث هو نتيجة لغياب الرقابة وانتشار هذا النوع من المخدرات، ولعل ما يمكن رصده تربويا إن من أهم سلبيات هذا النوع من المخدرات هو فقدان التوازن النفسي والإنهيار إلى جانب الصداع وتلف الدماغ ووجع العين وتدمير الخلايا العصبية علاوة على الإحساس الكاذب بالسعادة والاسترخاء في ضياع أو شغل وقت الفراغ وغيرها من التأثيرات الجسمانية الخطيرة. وحين يتم سحب الهاتف الذكي من الشاب او الشابة قد تجده تحول إلى حالة من الهستيريا وصراخ لا إرادي بمطالبته/ها بالهاتف وهذا يجعل الفرد في عزلة عن أسرته ضعيف التركيز، وذو أداء دراسي واجتماعي متراجع، وها هو الخطر يدق باب منزل كل فرد منا. وعليه أرجو من كل مربي التنبه لأبناءك في ضبط استخدامهم للاجهزة الرقمية الذكية لكي تتفادى النتائخ الوخيمة لهذه الافة من المخدرات. آليات مكافحة هذه الظاهرة والتي أصبحت متجذرة في مجتمعنا. 1. ضرورة استحداث قوانين صارمة تجرم استخدام مثل هذا النوع من المخدرات. 2. تفعيل دور فرق المكافحة وتدريبها على التعامل مع المواقع المروجة لهذا النوع من المخدرات ورصدها وحجبها من أجهزة الدولة ذات العلاقة. 3. خلق نوع جديد من التعاون الدولي للوصول الى هذه المصادر واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة. 4. تصميم البرامج للوقاية من المخدرات الرقمية بالاعتماد على معرفة الاسباب والدوافع التي تؤدي الى استخدام المراهقون لها. 5. العمل على معالجة الاختلال الاجتماعي للفرد وحرمانه من القيام بهذا الدور من العوامل القوية التي تقف وراء تعاطي المخدرات. 6. تفعيل دور الاختصاصي الاجتماعي داخل المدارس والثانويات. 7. تفعيل ورش العمل الخاصة في فن التعامل الايجابي مع وسائل التواصل الاجتماعي. 8. مواصلة المراقبة والتصدي للظواهر السلبية بالتعاون مع اسرة الطالب.