الأميرة والشبشب!!

بقلم: ميسون كحيل

قرأت لمواطنة من غزة خلال نزوحها بأنها عندما استعجلت المغادرة مع أبناءها وأثناء السير تذكرت انها نسيت الشبشب، فقالت لأحد أولادها لقد نسيت الشبشب، فرد عليها ابنها سريعا " ياماما الحياة ولا الشبشب"لأن الرصاص كان فوق رؤوسهم طبعا كان صعب أن تخاطر الأم بنفسها وبأولادها، ولم ترد على ابنها واستمرت بالسير لخطوات وهي تفكر و تسأل نفسها هي الحياة بدون شبشب حياة؟! ثم رفعت صوتها عاليا وردت على ابنها بالإجابة "الشبشب طبعا". فضحكوا جميعا رغم كل ما يواجهون من حرب إبادة ونزوح مستمر وحياة تنقصها الحياة.
إن شعب غزة الطيب جزء من الشعب الفلسطيني والعربي ويتميز بالتمسك بفلسطينيته وعروبته رغم ما أصابه من خذلان. واكثر ما يحزنه حاليا ما يتعرض له اطفالهم في هذه الحرب، وما وصل به الحال في غزة التي تشهد مع دمار الإنسان دمار ايضا للمدارس. والمستشفيات والمساكن والشوارع. لكنهم في نفس الوقت يفكرون في اليوم التالي للحرب أي بعد ان تتوقف والطريقة التي سيواصلون بها حياتهم، وكيف سيتم إعادة بناء غزة من جديد؟ حيث لا وقت لديهم للبكاء بل للبناء.
شعب غزة فئة من نوع فريد من الشعوب، شعب يحب الحياة والضحك واللعب، يعشق البحر و رمل البحر. يبحث دائما عن الإبتسامة. وفي أصعب الظروف تراه متماسكا رغم الألم رغم آلة القتل المستمرة و رغم الفقدان. شعب في أصعب الظروف تراه يبحث عن رواية ساخرة بهدف التغيير للأفضل. ورغم كل ذلك فإن شعوب العالم تقف مذهولة وفي حالة تقدير واحترام كبيرين لشعب غزة في محاولة لمعرفة السر العظيم وراء صموده وصبره أمام هذه الحرب القذرة الفتاكة. وفي استيعاب ضحكات أم وأبناءها خلال النزوح والرصاص يمر من فوق رؤوسهم. انها أم من غزة انها أميرة صاحبة القصة وحكاية الأميرة والشبشب.

كاتم الصوت: من يعرف قيمة الشبشب في ظروف الحرب والنزوح المستمر سيدرك حجم الخسارة.

كلام في سرك: يا محمود كأنك حي ترزق. كانك تعيش في غزة في قولك.... تحيط خاصرتها بالألغام .. وتنفجر .. لا هو موت .. ولا هو انتحار.

رسالة: شعب غزة طيب وابن حلال، لكن لكل قاعدة شواذ السرقة والإحتكار والتمييز أسلوب كل رخيص في هذه الحرب.. أحتفظ بالأسماء

البوابة 24