الحرب على الضفة الخفايا والحقائق

آثار الدمار والخراب الذي خلفه جيش الاحتلال في مخيم الفارعة قضاء طوباس
آثار الدمار والخراب الذي خلفه جيش الاحتلال في مخيم الفارعة قضاء طوباس

إسرائيل و محور المقاومة في الضفة

طالما حاولت بعض الأطراف و تحديدا ما يطلق عليه محور المقاومة إثارة الشارع في الضفة ونشر الفوضى وطالما قام المتطرفون الصهاينة دعوة الجيش الإسرائيلي إلى التعامل مع الضفة كما يتعامل مع غزة. و انتظرت اسرائيل الفرصة وإستغلال الظروف الدولية والتلاعب الإيراني للقيام بأعمال عدائية لضرب الضفة عسكريا و التقليل من مكانة السلطة ومحاولة إلغاء دورها الوطني والسياسي  وتمرير الرد على الدول التي اعترفت بدولة فلسطين مؤخراً.

الفرقاء والأحباء 

التقت جميع الاطراف في نقطة اتفاق معينة وفي الهدف بما فيهم الأطراف الفلسطينية؛ وتحديدا الجهاد الإسلامي وحركة حماس التي لا تزال تعيش على أوهام وحدة الساحات، رغم أنها ومنذ أن بدأت الحرب على غزة وهي تحاول جر الضفة الى ساحات من الفوضى والقتل المجاني وخراب البلد دون فائدة. والآن تكرر المحاولة مع الهجمة الصهيونية الشرسة على شمال الضفة وتأكيد ايضا على مواقفها المعروفة تجاه السلطة والرغبة في إظهارها ضعيفة.

الأهداف من وراء هذه الهجمة على الضفة

 اولا : إنهاء جميع المظاهر المسلحة في الضفة والقضاء على المسلحين بشكل كامل.
ثانيا: استقطاع أراضي جديدة من الضفة وضمها لحدود دولة الإحتلال. خاصة منطقة ج ومنطقة ب.
ثالثا: قتل فكرة قيام دولة فلسطينية وكل المقومات التي يمكن ان تساعد و تساهم في قيامها.
رابعا : استهداف كامل لجميع المخيمات الفلسطينية والعمل على محاولة ترحيل سكانها خارجيا و داخليا.
خامسا: رغبة  الإحتلال انهاء مرحلة حماس في غزة و مرحلة عباس في الضفة تحضيرا للمرحلة الجديدة؟!

دور السلطة الآن

مع الإدراك ان السلطة تعلم ما يحاك ضد المشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية وضد السلطة الفلسطينية واستمراريتها وهي التي تمثل الحالة الفلسطينية، والتمثيل الوطني الفلسطيني فمن الضروري توضيح الموقف الوطني مما يحدث و دعوة الشعب الى عدم الإنجرار نحو ما يرغب به الإحتلال الذي يبحث عن الحجج والمبررات ليقوم بتنفيذ خططه التي تستهدف الضفة والشعب والنظام السياسي وكل ما يشير الى عوامل ومكونات القضية الفلسطينية. وضرورة تكثيف العمل الدبلوماسي والسياسي دوليا لبيان الحقيقة وبما ينوي الاحتلال القيام به بأكاذيب و روايات لصق التهم والإدعاءات الكاذبة لتمرير وصف المشهد الفلسطيني وما تسمى المقاومة التي تتكون من بعض الشباب الصغار بالإرهاب.

السلطة في مواجهة الكل

 السلطة الفلسطينية تقع الآن بين فكي كماشة الأول حركة حماس التي تتصدر تضليل الشارع وسحب الشعب إلى الموت كما فعلت وتفعل في غزة، والثاني الاحتلال الذي يستغل الظروف لتدمير مقومات الحياة في الضفة وفتح الطريق لتحقيق اهدافه التي تتجاوز إدعاءات القضاء على الإرهاب. ومع تجانس و توافق الطرفين للقضاء على السلطة ودورها الوطني. ولعل من أهم واجبات السلطة الآن حماية مدن وقرى ومخيمات الضفة من التدمير الممنهج وحماية الناس وعدم جرهم إلى المقصلة الصهيونية، و منع الاحتلال من تحقيق اهدافه التي يسعى الى جر  الضفة إلى ان تحمل صورة طبق الأصل عن غزة. وهو ما يتفق عليه الاحتلال مع حركة حماس التي تتظاهر بالرغبة في المقاومة والمواقف الوطنية رغم انها تعلم بأن المقاومة في الضفة لا تستطيع مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية القادرة على سحق كل من يقف أمامها وستكون الطريق سانحة لها لتدمير الضفة. وكأن حماس فعلا تريد لذلك ان يحدث.

المفلس ومشاعل حماس 

خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس يظهر كالمفلس الذي يبحث في دفاتره القديمة! ودعا بشكل غريب للعودة إلى العمليات الإستشهادية. وهذه العمليات التي بالأصل كانت المخابرات الإسرائيلية هي التي تشرف على تنفيذ معظمها من حيث الهدف من وراءها و توقيتها. وهو ما قد يكون لا يعلم به خالد مشعل كما المنفذ؟! مع الإشارة ان استخدامها في فترة سابقة أدت إلى توفير المبررات والحجج الإسرائيلية لإجتياح الضفة وحصار ياسر عرفات وإضعاف قيادته للسلطة. والسؤال المطروح الآن على خالد مشعل لعله يستطيع الإجابة ما هي النتائج الطيبة التي حققتها العمليات الإستشهادية في السنوات التي تمت فيه؟ بالتأكيد ليس هناك إجابة لأنها جميعا كانت تصب لصالح الإحتلال حتما و إظهار حماس كأنها تعمل لصالح القضية الفلسطينية. و قد ساهمت كل من إسرائيل وحماس بهذه العمليات الإستشهادية في التخلص من ياسر عرفات.

المرحلة القادمة

يدور العمل الآن وبمشاركة دول عربية الى التحضير للمرحلة الجديدة المبنية على انهاء مرحلة حماس في غزة وإنهاء كما أسلفنا مرحلة عباس في الضفة، وتسعى مجموعة من الأطراف الدولية والعربية والفلسطينية على فرض قيادة فلسطينية بديلة لإستلام زمام الأمور وقيادة السلطة للفترة القادمة وفق خطط محددة وإجراءات جديدة سوف تصب في غالبيتها لصالح الإحتلال. رغم ذلك فإن الاحتلال لا يرغب في تمرير هذا التوجه حيث لديه خطط مخصصة تستهدف كل ما هو فلسطيني والغاء كامل لفكرة وجود كيان فلسطيني والتقليل من مساحة ما تبقى من أراضي تابعة للفلسطينيين.
هنا ستظهر معادن الفلسطينيين وخياراتهم و دورهم ذلك أن العمل ضد السلطة الفلسطينية سيمنح الاحتلال القدرة على تمرير مخططاته وانهاء كامل لشيء اسمه دولة فلسطين.

البوابة 24