نتنياهو و الخارطة و حالة الهذيان 

بقلم : حمزة خضر .
 
نتنياهو و الهذيان ...
يهذي نتنياهو بأحلام نسجها من مخيلته و ضمنها في كتابه الذي صدر في العام ١٩٩٦م بعنوان ( إسرا×ئيل مكان بين الامم) حيث يحلم في السيطرة على فلسطين كاملة و وئد مشروع إقامة دولة فلسطينية على اعتبار ان الهوية الفلسطينية يمكن لها ان تزول بتدمير المؤسسات و تجريف الطرقات و هو لا يدرك ان العالم قد وضع اوهام نتنياهو خلف ظهره و بات مقتنعاً بإن فكرة اقتلاع شعب من أرضه لم تعد فكرة ممكنه و قابلة للتحقيق.
 
نتنياهو و التقاط الفرص.
 
يلتقط نتنياهو فرصة وجود مجموعات عسكرية مقاومة في مدن و مخيمات الضفة الغربية و يصورها للعالم على انها الخطر المحدق بأمن الكيان الصهيوني متخذاً منها ذريعة لتنفيذ مخططة في تدمير كل مقومات الحياة و الهوية الفلسطينية تمهيداً لتنفيذ مخططه في القضاء على الشعب الفلسطيني و طرده من ارضه و تهجيره و اعادة تدوير مشاهد نكبته في العام ١٩٤٨م. مرة أخرى .
 
الوجود مقاومة ....
 
اجترحت الضفة الغربية منذ ثلاث سنوات جولتها النضالية و اعادت من خلالها انتاج الفعل المقاوم و حركت المياه الراكدة في قاع البحيرة السياسية، و لم تكن هذه الجولة هي الاولى و لن تكون الاخيرة فهي امتداد لتاريخ نضالي طويل و لمعارك شرف و بطوله خاضها ابطال الضفة الغربية .
بات واضحا و جليا ما يهدف اليه منظم حرب الابادة الجماعية على شعبنا الفلسطيني و مخططه الذي يمكن لطفل بحجر ان يسقطه و لعجوز يتحدى جرافة عسكريه و يكسر هيبتها بعلم فلسطيني، في رسالة بقاء و تحدي أمام الالة العسكرية الصهيونية مثبتا بذلك أن ( الوجود مقاومة) و ان بقاء الفلسطيني في أرضه و تمسكه بهويته الوطنية هو بحد ذاته محور هذا الصراع و مادته الرئيسية.
 
الضفة و الانحناء امام العاصفة....
 
يتخذ الصهيوني المتطرف البولندي الاصل و الفارين اجداده من افران النازية الى فلسطين النابضة بالخير و هم محملين بالقمل و الآفات و الامراض حفاة الاقدام و رثوا الثياب من المجموعات المقاومة ذريعة لتدمير الكيانية الفلسطينية و شطب الهوية الوطنية لأصحاب الارض الشرعيين و عليه لقد بات واضحا مخططه الذي يمكن لنا كفلسطينيون مجابهته بتفويت الفرصة عليه ، و ما هو واجب و مطلوب الان من القيادة الفلسطينية هو العمل على :
 
- اجراء حوار جاد و مسؤول مع كافة المجموعات المقاتلة
في الضفة الغربية و العمل على احتواء هذه المجموعات
و استيعابها ضمن منظومة السلطة الوطنية الفلسطينية.
 
- اطلاق حراك سياسي، دبلوماسي، اعلامي، و العمل على تحرك كافة المؤسسات الدولية و البعثات الدبلوماسية نحو مدينة جنين للوقوف على عدوان الاحتلال و الضغط عليه لوقف عدوانه و الانسحاب من مدن شمال الضفة الغربية 
 
لم تكن هذه الجولة هي الاولى و لن تكون الاخيرة من جولات النضال، فلكل فلسطيني حكاية و ميعاد مع الثأر مؤجل، و ستكون هناك جولة جديدة يوما ما .. لأبطال جدد و حكايات ثأر جديدة مع المحتل .
البوابة 24