بقلم: شادية الحلو
لبنان
الكثيرون ينتقدون فتح والسلطة والمنظمة او يهاجمونهم لموقفهم النقدي من حماس بالذات حاليا. يغيب عن بالهم ان المشكلة تكمن
بالخط السياسي وبالتالي العسكري الذي تطرحه بعض الفصائل ...الشعب الفلسطيني بأسره يريد مقاومة إسرائيل والنضال ضدها ،كما أنه يعرف على جلده عدوانيتها ووحشيتها وجراءمها ضده..
السؤال المطروح هنا لماذا تريد هذه الفصائل
ممارسة " المقاومة " المسلحة في ظل اختلال موازين القوى العسكرية الرهيب لصالح العدو الإسرائيلي ؟!
خاصة وانها واجهته أكثر من مرة ،ولم تكن نتيجته سوى الدمار على كافة الاصعدة .
السؤال الاخر هو ،ما هي السبل والوسائل وأشكال النضال الاخرى الممكن اللجؤ إليها للنضال ضد هذا العدو ومقاومته بحيث لا يكون له اليد الطولى في التفوق علينا ؟!
بعد تحديد نقاط قوتنا وضعفنا وجبهة حلفاءنا واصدقاءنا وتحديد نقاط قوة وضعف العدو وبرنامجه السياسي، وجبهة حلفاءه واصدقاءه نضع رؤيتنا وبرنامجنا وخططنا التي تلبي طموحاتنا الوطنية وسبل تحقيقها على ضؤ ما تقدم .
لنتفق اولا، على ان إسرائيل والحركة الصهيونية ترى ان الشعب الفلسطيني هو 'نقيضها'
الوجودي وبالتالي يجب القضاء عليه واجتثاثه من جذوره ماديا وفعليا والقضاء على مؤسساته التمثيلية وعلى كل ما يمت لوجوده بصلة...
وفي هذه الحالة وهي حالة تمارس يوميا ضدنا ، فإن شعار الدفاع عن وجودنا عبر الثبات والصمود والتمسك بالأرض يكتسب الاولوية بلا منازع !
والتالي يمكننا أن نحدد بكل وضوح بأن الشعب الفلسطيني ما زال يمر بمرحلة الدفاع الاستراتيجي عن وجوده وبقاءه ولم ينتقل بعد إلى المرحلتين التاليتين الا وهما مرحلة التوازن ومن ثم مرحلة الهجوم الاستراتيجي الذي عندما يتحقق تتحقق معه اهدافنا الوطنية بحق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة
وعاصمتها القدس الشرقية فضلا عن ممارسة حق العودة فعليا .
في ظل اختلال موازين القوى الفادح لصالح جبهة العدو المدعوم من اعتى قوة عرفها التاريخ البشري ،الا وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل خروج الاغلبية الساحقة من الدول العربية، لسبب او لآخر ، من دائرة الصراع العربي _الإسرائيلي، يقف الفلسطنيون لوحدهم بدون حليف عربي ونضيف ولا إقليمي وايضا بدون حليف او صديق (كما كان الاتحاد السوفيتي ) على الصعيد الدولي .
اذن ،ماذا نحن فاعلون أمام هذه اللوحة القاتمة ؟!
للمفاجاة ،نستطيع أن نفعل الكثير خارج اطار إلقاء أنفسنا في اتون ملعب "العسكرة " الإسرائيلي.
اولا، علينا إعادة الاعتبار لتنظيم
طاقات شعبنا وهي كبيرة وكثيرة ،مما يستدعي إعادة الاعتبار لنسج علاقات سوية مع جماهير شعبنا أينما كان .
إعادة الاعتبار للثقافة عموما والثقافة الوطنيةخصوصا بحيث تخضع حياتنا لخدمة القضية الوطنية .
وفي هذا الإطار ضرورة رفع شعار "النضال الوطني الشعبي والمقاومة السلمية" على كافة الصعد وجميع ألمجالات .بذلك نستطيع تحقيق مكاسب بالنقاط ضد إسرائيل حيث لانستطيع ذلك بالضربة القاضية !!!
وفي هذا الإطار علينا وضع برامج وخطط عمل لممارسة النضال السلمي على الارض .
مثالا ، على الصعيد الاقتصادي من خلال مقاطعة بضائع المستعمرات الإسرائيلية بالقانون . والعمل على مقاطعة البضائع الإسرائيلية عبر التوعية بداية ، وبنفس الوقت دعم المنتج الفلسطيني بشتى المجالات .
وفي مجال اخر ،إعادة الاعتبار للرواية الفلسطينية عبر اعتماد رواية رسمية تأريخية وواقعية
تنشر في كل ارجاء المعمورة _
واعتماد جيش من الكوادر تعمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لضخ الحقاءق عن العدوان الإسرائيلي ومعاناة شعبنا
فلسطينيا وعربيا ودوليا .
فكسب الرأي العام العالمي وبالتالي حراكه لمساندتنا يمثل كسب كبير جدا لقضيتنا .
طبعا يشكل العمل السياسي والدبلوماسي حجر اساس في نضالنا الدؤوب لانتزاع حقوقنا الوطنية
حقيقة ، هذا غيض من فيض .علينا ان نتكاتف لوضع الخطط والبرامج الواقعية وتطبيقها على الارض . ومن اجل ذلك علينا العمل على علاج الكثير من الأمراض التي يعاني منها مجتمعنا ونظامنا السياسي..وهذا ممكن بامتلاك الكثير من الحكمة والوعي والثقافة والعلم وتجييرهم لمواجهة ألمؤمرات التي تحيط بنا من كل حدب وصوب .
علينا أن نحافظ ونحمي وندافع عن "معجزة " طائر الفينيق الفلسطيني .