بقلم: حمزة خضر
اعلنت المملكة العربية السعودية عبر وزير خارجيتها سمو الامير فيصل بن فرحان عن انشاء تحالف دولي لقيام دولة فلسطينية و بذلك تعلن الرياض عن موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية و خطوة عملية لترجمة هذا التوجه على الارض .
العرب و القضية الفلسطينية .
لا يمكن التنكر او القفز عن الدور العربي الداعم للقضية الفلسطينية و لا يمكن ايضاً اعتبار ان العرب قدموا كل ما استطاعوا في سبيلها و لكن علينا ان نقر ان القضية الفلسطينية حققت تقدماً سياسيا و ميدانيا في ظل احتضان المنظومة العربية لها و ان تباينت و اختلفت المواقف العربية و ان انقسام المواقف حولها هو انعكاس لحالة الانقسام في الموقف الفلسطيني.
الانقسام الفلسطيني ... انقسام عربي .
انتجت حالة الانقسام في المشهد السياسي الفلسطيني حالة من الانقسام في المشهد العربي و الذي انعكس بشكل واضح على الدعم العربي للمنظومة الوطنية و هذا ما ساهم بشكل واضح في خدمة المشروع المضاد للدولة القطرية و الذي يهدف الى اعادة تقسيم المنطقة حيث قادت هذه المشروع جماعات الاسلام السياسي المدعومة بالمال السياسي و الماكينة الاعلامية التي عمدت للترويج لهذه التيارات التي نافس في خطابها الخطاب الوطني التقليدي .
يرانا العالم بما نقوله عنا ....
صدرت الجماعات الاسلامية في فلسطين خطاب القوة و المقدرة على صنع المعجزات و غفلت عن ردة فعل العالم الذي يراقب المشهد الفلسطيني و الذي استحضر كل اشكال القوة لديه عندما شعر ان هناك تهديد لمصالحة في المنطقة و ان هناك خطر يهدد امن مستعمرته في الشرق الاوسط ( دولة الاحتلال ) .
هذا الخطاب المسيس و الموجه على مدار ١٧ عام انعكس على السياسة العربية التي اصبحت ترى الوجود الفلسطيني بعين الجماعات الاسلامية التي نجحت في تقديم نفسها كوكيل حصري للشارع الفلسطيني ..
السعودية و الدولة الفلسطينية .
اعلنت السعودية عن مبادرتها قبل ان يعتلي مجرم الحرب رئيس وزراء الكيان الصهيوني منصة الامم المتحدة ليقدم تبريره عن ما اقترفه جيشه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني موعزا ذلك بمواجهة محور الشر الايراني و متحدثا عن التطبيع مع المملكة العربية السعودية التي اكدت مراراً على انه لا تطبيع مع الكيان الصهيوني دون قيام دولة فلسطينية .
لسنا في معرض الدفاع عن المملكة و مواقفها بقدر ما نحن بمعرض التحليل لمعطيات الواقع السياسي في المنطقة العربية و هنا نعلق على ما ورد في خطاب المجرم بنيامين نتنياهو حيث اشار الى عدة نقاط هامة :
- يدعي انه يخوض حربه ضد محور الشر الايراني و ايران كانت و لا زالت و ستبقى اكبر حليف لدولة الكيان فهي من قدمت نفسها ككيان خطر على دولة الاحتلال و استخدمت اوراق القوة في المنطقة العربية من اجل تحقيق مكاسب سياسية ذات علاقة في طموحاتها النووية .
استثمرت دولة الاحتلال هذا العداء المصطنع من اجل حشد قوى العالم لصالحها و نجحت في استعطاف المنظومة الدولية التي ترى في اذرع ايران في المنطقة تهديداً لدولة الكيان التي سلمت رقاب قادة اذرعها الايرانية على طبق من ذهب لدولة الاحتلال عندما دقت الحرب طبولها و تنصلت من مسؤوليتها تجاه هذه الاذرع .
ـ اشار نتنياهو الى التطبيع بعبارة ( العربي - اليهودي ) اي انه لا يرى مكانا للفلسطينين في هذا المسار السياسي و يعيد تقديم خارطته مرة اخرى بدون الضفة الغربية و القدس و غزة و كذلك يشير الى ممر البري الذي يريد له ان يمر من قطاع غزة الذي يجهز شماله من اجل تلك الخطوة .
ـ هاجم نتنياهو في خطابة الرئيس محمود عباس لطلبة الغاء عضوية دولة الاحتلال و واصفا الامم المتحدة ببيت الظلام كما انه يتهم الرئيس بشن حرب دبلوماسية لا هوادة فيها ضد دولة الاحتلال .
كما حاول اللعب على التناقضات مع الادارة الامريكية باتهام الرئيس بدفع رواتب مناضلي الشعب الفلسطيني و على حد زعمه انهم قتلة يقتلون صهاينة و امريكيون .
قبيل خطاب نتنياهو ... ماذا حصل ؟
قبيل الخطاب صادق نتنياهو على خطة الجنرالات للتعامل مع شمال غزة التي تفضي الى تهجير سكانه و السيطرة عليه بشكل كامل تمهيدا لذلك الممر .
حماس و الانقسام السياسي .
لم تنفك حماس بعد كل ما حصل من تقديم نفسها كبديل عن القيادة الفلسطينية حيث ارسلت قبيل خطاب الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة رسالتها الى الامين العام للامم المتحدة و تهدف من ذلك الى الايحاء ان لدى القيادة الفلسطينية لا تمثل الشعب الفلسطيني بكل مكوناته و كان الاجدر بحماس ان تضع رسالتها في يد الرئيس ابو مازن بدلا من التشويش عليه .
حماس ولي ذرائع العالم .
ما تريده حركة حماس هو لي ذراع العالم العربي و المجتمع الدولي الذي يرفض الحديث معها و الاعتراف بها لاسباب اهمها :
عربيا : حماس هي جزء من جماعة الاخوان المسلمون التي تسعى المنظومة العربية لانهاء وجودها و القضاء عليها و توجيه ضربه لامارة قطر التي تحاول منافسة كل من السعودية و مصر في زعامة المنطقة العربية.
دوليا : حركة حماس لم تستطع تقديم نفسها كشريك و انما قدمت نفسها كقوة امر واقع و على العالم ان ينصاع لها غير ان الدعاية الصهيونية قد نجحت في وسمها بالارهاب .
و منذ السابع من اكتوبر لم تقدم حماس على موقف وطني واحد يعبر عن رغبتها في ان تكون شريكا في بناء دولة فلسطينية بل لا ما زالت تصر على تقديم نفسها كبديل عن المنظومة الوطنية هذا الامر الذي يعيق بناء رؤية فلسطينية شاملة يمكن البناء عليها مع الرؤية العربية في مواجهة الرؤية الصهيونية .
القيادة الفلسطينية و الاتصال بالعالم .
على القيادة الفلسطينية الحفاظ على اتصالها بالعالم و ان لا تسمح بعزل نفسها عنه و عليها ان تدرك تماما ان كل ما حدث منذ السابع من اكتوبر و ما قبلة بــ ١٧ عام كان هدفه اسقاط المنظومة الوطنية و القضاء عليها لكي يصبح الفلسطيني بلا ممثل شرعي له و بذلك يسهل تقاسم هذه الكعكة بين المتنافسين .
لقد مدت الحركة الوطنية الفلسطينية جسور الاتصال في العالم و هي اصعب ظروفها حيث فتحت اتصالها مع الادارة الامريكية ابان الحرب الاهلية اللبنانية و تحت ضرب النار استقبل الزعيم ابو عمار المبعوث الامريكي كولن باول في مقر المقاطعة برام الله و هو مبعوث الادارة الامريكية الراعي الرسمي و الوكيل الحصري لدولة الاحتلال
نجحت القيادة الفلسطينية في عزل منظومة الاحتلال سياسيا و و اعلاميا و ما تحتاجه الان هو رؤية عملية تتناغم و تنسجم مع طروحات اخرى طالما ان تلك الطروحات لا تجحف بحقوق الشعب الفلسطيني و تقوده نحو حلمة بالدولة الفلسطينية الحرة المستقلة كاملة السيادة و القدس عاصمتها الابدية .
حركة حماس ماذا تريد الان ؟!.
على حركة حماس ان تعلن عن ماذا تريد الان ؟
- اذا ارادت تحرير فلسطين من بحرها لنهرها في ظل معطيات الواقع الحالي فلتخرج علينا و تقول اريد تحرير فلسطين الان !!
- اذا ارادت شراكة و تقاسم و زاري فلتخرج علينا و لتطلب ذلك !!
- اذا ارادت ان تقدم نفسها كبديل و تخضع العالم للاعتراف بها و التعامل و علينا نحن كفلسطينيون الانتظار أربعون عاما من عمرنا حتى تصبح حماس كيان مقبول في هذا العالم . فلتخرج علينا و لتقل ذلك !!